ترويض الأحاسيس
كلّ فائض إن لم يجد السبيل إلى احتوائه واستيعابه فإنّه ينقلب آفةً خطيرةً تهدّد وتنذر بعواقب غير محمودة .. بل كلّ نتاج أيضاً ، أيّ نتاج كان حتى إن كان بلا فائض فيه ، إن لم يجد السبيل إلى معاقله فإنّه لن يتقهقر ويتآكل بذاته فحسب بل تصاب المنظومة والشبكة والكيان الذي أنتجه بأضرار فادحة وخسائر كبيرة.
ولا يشذّ الإنسان بأحاسيسه وعواطفه حينما ينتابه الحزن والألم وتعصف به المصائب بألوانها فتكبر المعاناة وتتجاوز حدودها فتولّد فائضاً من الغمّ والهموم لابدّ من تسريبها ، وإلاّ فإنّ اختناق الأعماق والحنايا بالكمّ الهائل من الخطوب قد يحدث انفجاراً لا تُعرَف حدود تأثيراته المدمّرة .. ولا يشذّ الإنسان عن القاعدة المشار إليها أعلاه.
لذا يسعى الإنسان قدر الإمكان إلى خلق الفرص المناسبة لتفريغ شحنات الألم والحزن التي جاوزت الحدّ وفاضت على ظرفها ، بل حتى التي لم تخترق الحدّ وبقيت في دائرة الظرف فإنّها لابدّ وأن تجد المخرج كي تطلق عنانها خارج المحيط والحيّز الذي يؤطّرها ; فإنّها إن تسرّبت