زمرة الكبار
يتوهّم البعض أنّ صِرْفَ الانحشار في زمرة الكبار يصيّره كبيراً ، غافلاً أو متناسياً أو جاهلاً ما لهذا المقام والعنوان من قيود وتمهيدات ومؤهّلات ومساعي وأتعاب.
نعم ، ربما يحصل على المطلوب إذا ما سلك طريق المظاهر والقشور ، لكنّ هذا المسلك أيضاً ـ رغم وضوحه ـ يفتقر إلى جملة مقوّمات وخصائص لا تتوفّر لدى كلّ أحد.
إنّ الكبار كبارٌ بأفكارهم وعقولهم وإبداعاتهم ومزاياهم ، كبارٌ بمعناهم الاستقلالي ، بصفات التسامي فوق كلّ رخيص ، بالحركة والسكون النابضين بالمبادئ الإنسانيّة العليا .. كبارٌ بما تجرّعوا من الغصص والآهات والمصائب والصعوبات ، بما صبروا وجاهدوا كي ترقى القيم والمثل الحقّة.
أمّا الذين يكبرون بسلّة الغير ويحتمون بدرع الآخر وينتفخون بالمعنى الآلي الحرفي ، فحركاتهم وسكناتهم تقليدٌ أعمى وتبعيةٌ حمقاء ، لم