وهل يجدي الإسكات نفعاً؟
الكثيرون يعدّون «الإسكات» نوعاً من الإرغام والاستبداد والإذلال ومصادرة حرّية الرأي والاعتقاد ، لوناً من ألوان الظلم والاستبعاد ، فإنّ اضطرار الآخر على القبول لم ولن يكون ناشئاً من الرضى والتسليم التام ، فلربما أخضعته الحاجة والضعف والمداراة والخوف. إنّه الخلل بعينه أن تبقى المشكلة قائمة كأ نّها النار تحت الرماد.
بخلاف «الإقناع» الذي يعني الإرضاء بالحجّة والدليل والبرهان ، ورغم أنّ رضى الناس غايةٌ لا تُدرَك إلاّ أنّ الفضاء الذي يتنفّس نسيم القناعة من الصعب جدّاً إرغامه على قبول هذه الفكرة وذاك المعتقد.
ممّا نستشهد به في هذا الإطار مقولة «نحن أهل الدليل حيثما مال نميل» والحقّ والإنصاف أنّ آثار علمائنا وفقهائنا ومختصّينا تعجّ بالمناهج المعرفية الساعية إلى منح «الدليل» و «الاستدلال» غاية الفرصة والمكانة ، حتى أخذ «العقل» منزلته أيضاً في مضمار «الإقناع» ، بل أدّى التطوّر المذهل في علم الاُصول عبر مراحله المختلفة التي بلغت «التكامل» عهد الشيخ الأعظم الأنصاري ـ ونحن لازلنا عيال مدرسته ـ إلى خلق مناخ