نهاية الوصول إلى علم الاُصول
إنّه الخطوة العلمية الرائدة التي خطاها الحسن بن يوسف المطهّر المشتهر بالعلاّمة الحلّي ، والإسهامة المختصّة المُعِدّة ـ كسابقاتها ولاحقاتها ـ لمرحلة تكامل الاُصول الشيعي الحاصل زمن الشيخ الأنصاري (قدس سره).
إنّ براعة واقتدار المؤلّف في المعقول والمنقول ، إحاطته بألوان الفنون والعلوم والمعارف ، آراؤه الثاقبة ، نظرياته الفذّة ، شخصيّته الفكرية المتكاملة ، ذلك المزيج من ثقافتي الطوسي والمحقّق الحلّي .. هي خصائص فريدة تراها حاضرة كلّها في موسوعته الاُصولية المقارنة ، كتابنا الماثل بين يدي الباحث القدير «نهاية الوصول إلى علم الاُصول».
فلمّا ينطلق (قدس سره) بمقصد «ماهية علم اُصول الفقه» ينتقل بعدها إلى «اللغات» ثم يحلّق في «كيفية الاستدلال بخطاب الله تعالى» ، فيحطّ في «الأمر والنهي» ثم يتّجه صوب «العموم والخصوص» ، وبعدها إلى «باقي صفات الدلالة» فـ «الأفعال» يليه «النسخ» ويتلوه «الإجماع» السابق على «الخبر» ، المتقدّم على «القياس» ، ويروم دونه جهة «الاستدلال» ، ومسك ختامه «الاجتهاد والتقليد والتعادل والتراجيح» .. إنّها ثلاثة عشر مقصداً يتخلّل كلّ واحد منها ـ نوعاً ـ العديد من الفصول والبحوث والمطالب والمسائل والفروع والتذنيبات والتنبيهات.