وازدهار مناهجها وسهولة الوصول إليها.
وسيّدنا الفقيد ـ رضوان الله تعالى عليه ـ هو واحدٌ من اُولئك الذين تمرّسوا وأبدعوا في فنّ الفهرسة ، فمن تلك البدايات في مكتبة جدّه المرحوم ، ثم مكتبة أميرالمؤمنين (عليه السلام) في النجف الأشرف ـ والتي شيّدها العلاّمة الأميني (قدس سره) ـ إلى هذه الآثار والأعمال والمؤلّفات الفهرستية ، نجد عمق بحثه ودقّة متابعته وتحقيقه ، فكم من كتاب أو رسالة غاصت في أتربة الإهمال والضياع والنسيان ، تراها قد أبصرت النور بفضل جهوده ومساعيه.
وله (رحمه الله) أكثر من عشرة مؤلّفات فهرستية هي حصيلة متابعاته وأبحاثه وسفراته ، ذُكِرت أسماؤها في أكثر من مقام.
التخصّص في علم الرجال
لقد تميّز (قدس سره) بقدرته وتسلّطه بعلم الرجال ، العلم الذي له الدخل المباشر في صياغة الحكم الشرعي ، بل في تنظيم حياة المجتمع وترسيخ القيم والعقائد ، لذا فهو ركن من الأركان وقناة من القنوات التي نصل عبرها إلى درك الفروع والاُصول بالمحتوى الصحيح والمضمون الحقيقي ، وهل دراسة المتون الحديثية إلاّ دراسة المتن ودراسة السند ، التي ينعكس على ضوئها مدى صحّة وسقم الخبر.
إنّ أهمّيّة علم الرجال نشأت نتيجة الظروف والعوامل التي أحاطت بالسنّة الشريفة ، ابتداءً من مرحلة منع تدوين الحديث في زمن الخليفة