اسمى ، ان يرى الداعي نفسه ، قد ارتبط بذات الله بصورة مباشرة ، بل لا يرى ( الانا ) ولا يبصر نفسه فالفعل فعله ، والصفة صفته ، ويراه في كل شيء.
حين يتعلم الانسان حرفة أو علماً ما ، ويصبح طبيباً أو مهندساً مثلاً ، وبعد سنين طويلة ، من المتاعب ، والمشاق والجهود المضنية حين يشاهد لأول مرة آثار صنعته أو عمله كما لو عالج مريضاً ويرى نصب عينيه ان المريض يبرأ من مرضه بسبب علاجه ، يغرق هذا الشخص بالسعادة ويتملكه الفرح ويشعر بلذة غامرة فمن أفضل اللذات ، ان يرى الانسان بعينيه نتائج علمه ، وصنعته.
فما هي حالة الانسان ، وما هو شعوره ، حين يشاهد آثار ايمانه ، أي يلمس المدد الالهي الخاص به ، فإنه سيشعر بالعزة نتيجة نجاحه في طريق التوحيد ، ويشعر ببهجة فائقة تغمر اعماقه ، اعذب وأسمى من اللذات جميعها ، ندعوه تعالى ان يجعلنا مؤهلين لمثل هذه الألطاف الخاصة.