فاعلم أنّ النطفة ـ كما نقل عن أبقراط ، إذا صبّت في الرحم تصير كروية ؛ لأنّها ماء ، والماء شكله الطبيعي كروي ، إذ كلّ بسيط ـ سواء كان فلكياً أو عنصرياً ـ شكله الطبيعي هو الكروي.
ثمّ تنضج بالتدريج ، حتىٰ تطفو أجزاؤها اللطيفة من مركزها إلىٰ محيطها ، فتنقسم إلىٰ طبقات أربع بعدد العناصر ، فالذي هو غليظ في الغاية يبقىٰ في المركز ، وما هو لطيف في الغاية يطفو ويصير طبقة محيطة ، وما غلظته غالبة تقرب إلىٰ المركز ، وما لطافته غالبة تقرب من المحيط ، فما في المركز سوداء ، وما في المحيط صفراء ، وما يلي الصفراء دم ، وما يلي السوداء بلغم.
فهذه وإن كانت طبائعها مختلفة ، ولكن باعتبار كونها في حشو الرحم ودم الطمث تحمر بالتدريج ، فتصير علقة حمراء في أربعين يوماً.
وفي القدسي : ( خمّرت طينة آدم بيدي أربعين صباحاً ) (١).
بصورت آدمى شد قطرة آب |
|
چو چل روزش قرار از رحم يافت |
وممّا يناسب هذا المقام : أنّ الله تعالىٰ أخذ في تخمير طينة آدم عشر قبضات ، قبضة واحدة من العناصر ، وتسع قبضات من الأفلاك التسعة : [ مثلاً ] (٢) قبضة الفردانية والجاه أخذها من فلك الشمس ، وقبضة المباغضة والعداوة أخذها من فلك المريخ ، وقبضة المحبّة من فلك الزهرة ، وقبضة السعادة من فلك المشتري ، وقبضة النحوسة من فلك زحل. وقِسْ عليه.
ودوّرها أربع دورات : دورة جمادية ، ودورة نباتية ، ودورة حيوانية ، ودورة إنسانية ، والكلّ أربعون.
دادت چهار دور چو اندر گلت سرشت |
|
يك قبضه از عناصر ونه قبضه از فلك |
_____________________________
(١) « بحار الأنوار » ج ١١ ، ص ١٢١. |
(٢) في المخطوط : « مثل ان ». |