يعني : أنه أطال النوم ومضى أصحابه حتى صاروا متفرقين إلى مواضع لا يعرف مكانهم فيها.
باب اللام والميم
ل م ، م ل مستعملان
لم :
لَمْ ، خفيفة : من حروف الجحد بنيت كذلك. ولَمْ ، اللام مفصولة من الميم ، إنما هي لام ضمت إلى (ما) ، ثم حذفت الألف ، كما قالوا : بم ، ونحو ذلك غير أنها لما كانت كثيرة الجري على اللسان أسكنت الميم ، وقد تسكن في (بم) في لغة رديئة.
ولَمْ : عزيمة فعل قد مضى فلما جعل الفعل معها على حد الفعل الغابر جزم ، وذلك قولك : لَمْ يخرج زيد ، وإنما معناه : لا خرج زيد ، فاستقبحوا هذا اللفظ في الكلام فحملوا الفعل على بناء الغابر فإذا أعيدت (لا) و (لا) مرتين أو أكثر حسن حينئذ لقول الله عزوجل : (فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى)(١٧) ، أي : لَمْ يصدق ولَمْ يصل ، وإذا لم تعد (لا) فهو في المنطق قبيح ، وقد جاء في الشعر ، قال :
إن تغفر اللهم تغفر جما |
|
وأي عبد لك لا أَلَمَّا (١٨) |
أي : لم يلم.
[وأما (ألم) فالأصل فيها لَمْ أدخل فيها ألف استفهام. وأما (لِمَ) فإنها (ما) التي تكون استفهاما وصلت باللام](١٩).
__________________
(١٧) سورة القيامة ٣١.
(١٨) التهذيب ١٥ / ٣٤٧ بلا نسبة أيضا.
(١٩) مما روي عن العين في التهذيب ١٥ / ٣٤٧.