أَرْضَعَتْ)(١).
وقال الشاعر :
رأيت ختون العام والعام قبله |
|
كحائضة يزنى بها غير طاهر (٢) |
وهذه الأشياء إذا نزعت عنها الهاء على التأويل الذي ذكرناه فهي مذكرة ، لو سمينا رجلا بحائض أو مرضع صرفنا ؛ لأنه مذكر ، والدليل على تذكيره أن الهاء قد تدخله.
ووصفنا المؤنث بالمذكر كوصفنا المذكر بالمؤنث كقولنا : رجل نكحة ، وفحل خجأة ، ورجل لعبة ، وهزأة وضحكة ، وكذلك المرأة بالهاء.
وذكر الخليل أن فعولا ، ومفعالا ، نحو قولك : قؤول ، ومقوال ، إنما يكون في تكثير الشيء وتشديده والمبالغة فيه. وإنما وقع كلامهم على أنه مذكر.
قال أبو العباس : يريد أن هذه الأبنية للمبالغة ويستوي فيها المذكر والأنثى تقول : رجل قؤول وامرأة قؤول ، ورجل غفور وامرأة غفور ، ورجل مقوال ، وامرأة مقوال ، وكذلك منحار ، ومضراب للذكر والأنثى.
ولم تدخل الهاء إلا في أحرف منه للذكر والأنثى جميعا كقولهم : رجل مطرابة ومعزابة ، ومجذامة ، وهو الماضي في الأمور ، قال المتنخل.
مجذامة لهواه قلقل وقل (٣)
وقال الخليل : هذه الأشياء ـ يعني ما ذكرنا من أسماء المبالغة ـ تجري مجرى النسب ، كقولنا : قوليّ ، وقد ذكرت فيما تقدم أن المبالغة ، تكون في النسب ، وفي الصنائع ؛ لأنه لزوم لشيء ، واللازم المداوم بمنزلة من قد كثر منه ذلك الشيء ، وأدخل في المبالغة رجل عمل وطعم ولبس. قال : فمعنى ذا كمعنى قؤول ، ومقوال في المبالغة ، غير أن الهاء تدخل في المنسوب وفي" فعل" المؤنث ، ولا تدخل الهاء في مفعال ، وفعول.
وإنما ذكرت هذا كقولك وامرأة طعمة ، وعملة ولبسة ، والطّعم الكثير الطّعم
__________________
(١) الحج ، من الآية : ٢.
(٢) ابن يعيش : ٥ / ١٠٠ ، واللسان : (أراد).
(٣) هذا عجز بيت صدره : يجيب بعد الكرى لبيك داعية وهو في شرح ديوان الهذليين ٣ / ١٢٨٣.