يجيء من الممدود ما للعرب فيه مذهبان.
بعض يذهب إلى أن المدّة للتأنيث فيجريه مجرى المؤنث الممدود.
وبعض يذهب إلى أنه لغير التأنيث فتصغيره على حسب ذلك قولهم : (غرغاء) منهم من يقول : هؤلاء" غوغاء" فلا ينونه ويجعله بمنزلة (عوراء) فإذا صغر قال : (غويغاء) ، كما يقولون : (عويراء) و (حميراء) ؛ لأن الألف للتأنيث ، ومنهم من يقول : هؤلاء (غوغاء) فيجعله" فعلال" بمنزلة (قضقاض) وأصله (غوغاو) ، وتنقلب الواو همزة ، ويصرفه كما يصرف (قضقاضا) ونحوه.
وفي (قوّباء) لغتان : من العرب منهم من يقول : (قوباء) فيفتح الواو والألف للتأنيث في هذه اللغة لا غير ، فيقول في تصغيره : (قويباء) ، ومنهم من يقول : (قوياء) فيسكن الواو ويصرفه والهمزة لغير التأنيث منقلبة من ياء ملحق ب (قرطاس) كان أصله : (قوياي) بمنزلة (قرطاس) و (فسطاط) ، فإذا صغر قال : (قويبي) كما يقول : (قريطيس).
وقال سيبويه : " وأما" ظربان" فتحقيره" ظريبان" ، كأنك كرسته على" ظرباء" ، ولم تكسّره على" ظربان".
ألا ترى أنك تقول : " ظرابيّ" كما تقول : " سلفاء" و" صلافيّ" ، ولو جاء شيء من" صلفاء" كانت الهمزة للتأنيث لا يكون من باب (علباء) ، و (حرباء) ، ولم تكسره على" ظربان" ، ألا ترى أن النون قد ذهبت فلم تشبه ب" سريال" حيث لم تثبت في الجمع كما تثبت لام" سريال" وما أشبه ذلك".
يريد أن (ظربان) لا يجوز أن يكون ملحقا ؛ لأنه ليس في الكلام" فعلال" فلما جمعته العرب على (ظرابيّ) علمنا أنهم لم يجعلوا الجمع ملحقا كما لم يجعلوا الواحد ملحقا بواحد ، وقد عرفتك أنهم جعلوا جمع" ورشان" وتصغيره ملحقين بجمع" سريال" وتصغيره فوجب أن يقال : (ظريبان) وكان جمعهم إياه على (ظرابيّ) ؛ لأنهم جعلوا النون كالبدل من ألف ، وقد مضى هذا في موضعه فاعرفه إن شاء الله تعالى.
هذا باب تحقير ما كان على أربعة أحرف
فلحقته ألف التأنيث بعد ألف أو لحقته ألف ونون
قد تقدم أن ما لحق الاسم في آخره من ألف ونون أو ألف ممدودة للتأنيث أو ياء