همزته منقلبة من شيء قبل آخره فمنزلته منزلة (قائل) ، وأما (تخمة) و (تهمة) وما أشبه ذلك فإن التاء تعود في التصغير بإجماع أصحابنا ؛ لأنها لم تنقلب لعلة تزول في التصغير.
هذا باب تحقير ما كان فيه قلب
اعلم أن ما كان من القلب وهو تقديم حرف على غيره من الكلمة والأصل غير ذلك إذا صغر لم يرد إلى الأصل ؛ لأن التقديم والتأخير على غير قياس ، وإنما جاء في بعض الكلام ، ولا يحمل عليه ما سواه ؛ لأنه ليست له علة موجبة لذلك يزيلها التصغير ، فمن ذلك قولهم في (لائث) : (لاث).
قال العجاج :
لاث به الأشاء والعبريّ (١)
و (شاك) في قولهم (شائك) والشائك الذي له شوكة مثل (قائل) ثم قدموا الكاف فقالوا (شاك) كقولهم (قاض).
قال الشاعر :
فتعرّفوني إنّني أنا ذاكم |
|
شاك سلاحي في الحوادث معلم (٢) |
وإنما هو بتأخير عين الفعل إلى موضع لامه.
وكذلك قولهم : (أينق) في جمع (ناقة) وأصله (أنوق) فقدموا الواو وأبدلوا منها فصار (أينق) ووزنه : (أعقل) و (أنوق) " أفعل".
ووزن (أينق) : (أعقل) فيقول في تصغير ذلك (شويك) و (لويث) ، كما يقال في (قاض) : (قويض) ولا ترده إلى الأصل وتقول في (أينق) : (أيينق) كما قالوا في الجمع (أيانق).
قال الشاعر :
ومسد أمرّ من أيانق
__________________
(١) البيت من شواهد سيبويه : ٣ / ٤٦٦ ، وانظر المقتضب : ١ / ١١٥ ، واللسان : (لوث) (عبر) (أشا) و (لثا).
(٢) انظر الديوان : ٦٧ ، والمقتضب : ١ / ١١٦ ، والكتاب : ٣ / ٤٦٦.