فإن قال قائل : " فأنت إذا صغرت (حبلى) قلت : (حبيلى) ولم تكسر الحرف الذي بعد ياء التصغير.
قيل له : قد تقدم القوم : أن ما كان في آخره علامة التأنيث إذا صغرناه (إنما) يقدر تصغير الصدر منه ثم تلحق علامة التأنيث ، وإذا قلنا (حبلويّ) فليست الآن الواو للتأنيث ، وقد تنقلب ألف التأنيث إلى غير التأنيث ، ألا ترى أنّا نقول : (حبلى) و (حبالى) و (صحراء وصحاري وصحاريّ) فيتغير حكم الألف التي كانت في (حبلى) و (صحراء) وقد مضى نحو هذا.
هذا باب تحقير كل اسم كان من شيئين صغر أحدهما إلى الآخر ،
فجعلا بمنزلة اسم واحد
والباب فيه أن تصغر الصدر وتلحق به الاسم الثاني فيجري على ما كان قبل التصغير.
قال سيبويه : وذلك قولك في (حضر موت) : (حضير موت) ، وفي (بعلبكّ) : (بعيلبكّ) وفي (خمسة عشر) : (خميسة عشر) وكذلك جميع ما أشبه هذا كأنك حقرت (عبد عمرو) و (طلحة زيد).
وإذا حقرت (اثنى عشر) قلت : (ثنيّا عشر) ، وفي المؤنث (ثنّيتا عشرة) كأنك حقرت (اثنين) و (اثنتين) و (عشر) و (عشرة) بمنزلة النون كما صارت (موت) من (حضر موت) بمنزلة (ريس) في (عنتريس). يعني أن" ريس" من تمام (عنتريس) و" عنتريس" اسم واحد و (موت) قد ضم إلى" حضر" فصار معه وهما اسمان بمنزلة اسم واحد وهو (عنتريس).
هذا باب الترخيم
اعلم أن هذا الباب إنما هو في تصغير ما كان فيه زائد أو أكثر من الأسماء. فمن العرب من يحذف الزائد كله ويرد الاسم إلى أصله فيقول في (أزهر) : (زهير) وفي (أحمد) : (حميد) ، وفي (فاطمة) : (فطيمة) ، وفي (حارث) : (حريث) وفي (أسود) : (سويد) ، وفي (غلاب) : (غليبة).
وزعم الخليل انه يجوز في (ضفندد) (ضفيد) وفي (خفيدد) : (خفيد) وفي (مقعنسس) : (قعيس) ، لأن النون وإحدى الدالين في (ضفندد) زائدتان ، والياء وإحدى الدالين في (خفيدد) كذلك ، والميم والنون وإحدى السينين في (مقعنسس) زوائد.