الاستعمال النسبة. قالوا : نصراني ونصرانية ، والأصل : نصران ونصرانة ... مثل ندمان وندمانة ، فإذا جمع رد إلى الأصل فيقال نصارى كما يقال ندامى.
قال الشاعر :
فكلتاهما خرت وأسجد رأسها |
|
كم سجدت نصرانة لم تختف (١) |
فجاء نصارى على هذا ، وإن كان غير مستعمل في الكلام كما جاء (مذاكير) و (ملامح) في جمع ذكر ولمحة ، وليس بجمع لهما في الحقيقة.
وتقديره إنهما جمع (مذكر) و (ملمح) وإن كان غير مستعملين.
وقال غير سيبويه : نصارى جمع نصريّ ونصريّة ، كما أن (مهارى) من الإبل جمع مهريّ ومهريّة.
وأنشد سيبويه : في أن (نصارى) جمع نكرة ليس مثل (يهود) و (مجوس) في التعريف قول الشاعر :
صدّت كما صدّ عمّا لا يحل له |
|
ساقي نصارى قبيل الفصح صوّام (٢) |
فوصف نصارى بصوّام وهو نكرة.
هذا باب أسماء السور
قال سيبويه : تقول : هذه هود كما ترى إذا أردت أن تحذف سورة من قولك : هذه سورة هود فيصير هذا كقولك : هذه تميم.
قال أبو سعيد : اعلم أن أسماء السور تأتي على ضربين.
أحدهما : أن تحذف السورة ، وتقدر إضافتها إلى الاسم المبقى فيحذف المضاف ، ويقام المضاف إليه مقامه.
والآخر : أن يكون اللفظ المبقى هو اسم السورة ، ولا تقدر إضافة ، فإذا كانت الإضافة مقدرة فالاسم المبقى يجري في الصرف ومنعه على ما يستحقه في نفسه.
وإذا جعل اسما للسورة فهو بمنزلة امرأة سميت بذلك الاسم فأما (يونس)
__________________
(١) البيت في المخصص ١٧ / ٤٤.
(٢) البيت في الكتاب ٣ / ٢٥٥ ،.