و (الغناء) و (الهواء) ونظيره من غير المعتل : (القماص).
وقلما يجيء مصدر على فعل بل لا أعرف غير (الهدى) و (السرى) و (البكا) المقصور فهذه وجوه من المقصور والممدود دل القياس على القصر فيها ، والمد من نظائرها.
ومنها ما لا يقال له : مدّ لكذا ولا يطرد له قياس وإنما تعرفه بالسمع فإذا سمعته علمت في المقصور أنه ياء أو واو وقعت طرفا فقلبت ألفا كقولك : (قلى يقلي قلى) على (فعل) ، و (رضي يرضى رضا) وغير ذلك مما لا يعرف إلا بالسماع.
ومن الممدود قولهم" الألاء" وهو نبت و (المقلاء) وهي خشبة يلعب بها الصبيان.
وقد يدل الجمع على المقصور والمدود فإذا رأيت جمعا على أفعلة علمت أن واحده ممدود فتستدل بالجمع على الواحد كقولك في جمع فناء : " أفنية" وفي" رشاء" (أرشية) ، وفي (سماء): " أسمية" فذلك" أفعلة" على مد الواحد ، لأن" أفعلة" إنما هي جمع (فعال) أو (فعال) أو (فعال) كقولك : (قذال) و (أقذلة) و (حمار) و (أحمرة) و (غراب) ، و (أغربة) وقالوا : (ندى) و (أندية) وهو فيما ذكره سيبويه.
والذي أوجب الكلام فيه البيت الذي أنشدوه فيه :
في ليلة من جمادى ذات أندية |
|
لا يبصر الكلب من ظلمائها الطّنبا (١) |
وفيه ثلاثة أوجه منهم من يقول : (أندية) جمع (نديّ) وهو المجلس الذي يجتمعون فيه ليتحاضوا على إطعام الفقراء.
ومنهم من يقول : إنه جمع (ندي) على (نداء) كما قالوا : (جمل) و (جمال) و (جبل) و (جبال) ثم جمع (فعال) على (أفعلة) ومنهم من قال إنه شاذ وإذا رأيت الواحد على (فعلة) أو (فعلة) ثم جمع مكسرا كان الجمع مقصورا ؛ لأن (فعلة) يجمع على (فعل) و (فعلة) يجمع على (فعل) و (فعل) نظيره ؛ لأن قبل آخره فتحة ، ولك قولهم : (عروة) و (عرى) و (فرية) و (فرى) نحو (ظلمة) و (ظلم) و (قربة) و (قرب).
هذا باب الهمزة
قال سيبويه : اعلم أن الهمزة يكون فيها ثلاثة أشياء : التحقيق ، والتخفيف ،
__________________
(١) البيت من البسيط وقائله مرة بن محكان من قصيدة له في شرح الحماسة : ٤ / ١٢٣ ، ١٢٩ ، وانظر الخصائص : ٣ / ٥٢ ، وشرح شواهد الشافية : ٢٧٧.