والبدل. فالتحقيق قولك : (فرأت) ، و (رأس) ، و (سأل) و (لؤم) و (يئس) وأشباه ذلك.
قال أبو سعيد : أنا أقدم جملة موجزة في تخفيف الهمزة والبدل منها على مذهب سيبويه قبل ذكر كلامه فيما بعد ، لأوطّئ بها من جامح كلامه ، ومستصعب حكم الهمزة ، واذكر ما خالفه فيه غيره في الموضع الأشكل به إن شاء الله تعالى.
قال أبو سعيد : اعلم أن الهمزة إذا وقعت أولا ولا كلام قبلها فهي محققة لا غير ، مضمومة كانت أو مفتوحة أو مكسورة نحو همزة : (أب) و (أم) و (إبل) وهي لا تعد وإذا وقعت غير أول ثلاثة أوجه :
إما أن تكون ساكنة ، وقبلها متحرك.
أو متحركة وقبلها ساكن.
أو متحركة ، وقبلها متحرك.
فإن كانت ساكنة ، وقبلها متحرك وأردت تخفيفها فإنك تقلبها إلى الحرف الذي منه حركة ما قلبها فإن كان ما قبلها مفتوحا قلبتها ألفا كقولك في (رأس) : (راس) ، وفي (فأس) : (فاس) وفي (قرأت) : (قرات) وإن كان ما قبلها مكسورا قلبتها ياء كقولك (ذئب) : (ذيب) وفي (بئر) (بير) وفي (جئت) (جيت).
وإن كان ما قبلها مضموما قلبتها واوا كقولك في (جؤنة) (جونة) وفي (لؤم) (لوم) وفي (سؤب) (سوب).
وإذا كانت متحركة ، وقبلها ساكن فإنها تنقسم قسمين ، فإن كان الساكن الذي قبلها من حروف المد واللين فإنك تقلبها إلى ما قبلها وتدغم ما قبلها فيها إن كان ما قبلها ياء قلبتها ياء كقولك في (خطيئة) : (خطيّة) وفي (بريء) : (بريّ).
وإن كان ما قبلها واو قلبتها واوا كقولك في (مقرؤة) : (مقروّة) وفي (أزد شنؤه) : (أزد شنوّه) وإن كان ما قبلها ألفا جعلتها بين بين ، ولم تقلبها ألفا كما قبلتها واوا ، لأنه لا يجتمع ألفان ولأن الألف لا تدغم في الألف كقولك في (ساءل) : (سال) ، وفي (التساؤل) : (التساول) وفي (قائل) : (قايل) ومعنى قولنا بين بين في هذا الموضع وفي كل موضع يرد بعده من الهمز أن تجعلها من مخرج الهمزة ومخرج الحرف الذي منه حركة الهمزة ، فإذا كانت مفتوحة جعلناها متوسطة في إخراجها بين الهمزة وبين الألف ؛ لأن الفتحة من الألف وذلك قولك (في) " سأل" إذا خففنا : (سال) ، وفي (اقرأ يا فتى) إذا خففنا" إقرأ" وإذا كانت مضمومة فجعلناها بين بين أخرجناها متوسطة بين الهمزة والواو كقولنا : (لؤم)