وذكر غير سيبويه (شاة ذبيح) و (امرأة ذبحى) فيما قد ذبح. وفي (ضحيّة) أربع لغات : يقال (أضحيّة) و (إضحيّة) وجمعها (أضاحيّ) وإن شئت خففت فقلت (أضاحي) و (ضحيّة) و (ضحايا) كما يقال (مطيّة) و (مطايا) و (أضحاة) و (أضحّى) من باب الجمع الذي بينه وبين واحدة الهاء وبذلك سمي الأضحى أي يوم هذه الذبائح. وقالوا : (نعجة نطيح) ويقال (نطيحة) شبهوها (بسمين وسمينة) يعني شبهوا نطيحة وهي في معنى مفعول بسمينة وهي في معنى فاعل والباب في المفعول ألّا تلحقه الهاء.
قال سيبويه : وأما الذّبيحة فبمنزلة (القتوبة) و (الحلوبة) وإنما تريد هذه مما يقتبون ، وهذه مما (يحلبون) فيجوز أن تقول (قتوبة) ولم (تقتب) و (ركوبة) ولم (تركب) وكذلك (فريسة الأسد) بمنزلة (الضّحيّة) وكذلك" أكيلة".
يعني أن هذه أشياء دخلتها الهاء لأنها متخذة لهذه المعاني وإن لم يقع بها الفعل وكذلك (أكيلة) كأنها متخذة للأكل.
قال : وقالوا : (رجل حميد) و (امرأة حميدة) شبه بسعيد وسعيدة ، حيث كان نحوهما في المعنى واتفق في البناء كما قالوا (قتلاء) و (أسراء) فشبهوها ب (ظرفاء) يعني أدخلوا الهاء في (حميدة) وهي في معنى (محمودة) لأن (الحمد) يشتهيه المحمود ويجتلبه فصار بمنزلة ما هو (فعلة) وشبه ب (سعيدة) و (رشيدة) لأنه يقال (سعدت) و (رشدت) وأما من يقول (سعدت) فهي (سعيدة) فهو بمنزلة (حميدة).
(وقالوا عقيم وعقم شبهوها بجديد وجدد) وعقيم (فعيل) في معنى (مفعولة) يقال (عقمت المرأة فهي عقيم ومعقومة) ، وكان حد الجمع في ذلك" عقمى" ولكن شبهوه ب (جديد) و (جدد) وهو في معنى (فاعل). على ما دل عليه كلام سيبويه في هذا الموضع وفيما قبله ومثله (نذير) و (نذر).
وبعض الناس يجعل (جديدا) في معنى مفعول ويتأول فيه أن معناه قريب عهد بالفراغ منه بقطعه. يقال : (جدّ الشيء) إذا قطع و (جدّ الحائك الثوب) إذا قطعه.
واستدل أيضا على ذلك بأنه يقال (ملحفة جديدة) كما يقال : (امّرأة قتيلة) وقال المحتج عند سيبويه : إنه (قد يلفظ بلفظ مذكر للمذكر والمؤنث) في الشيء الذي يكون الباب فيه إدخال الهاء على المؤنث كقولهم للرجل (صديق) وللمرأة (صديق) وقولهم (ميت) للرجل والمرأة وإن كان الباب فيه (ميتة) وقالوا (حزين) إذا أرادوا به المكان أو أرادوا به البقعة.