كالقرع ، وذقطها ذقطا ، وهو النكاح ، ونحوه من باب المباضعة. وقالوا : سرقة ، كما قالوا : فطنة.
وقالوا : لويته حقه ليانا على فعلان"
قال أبو سعيد : ذكر بعض أصحابنا ، وهو عندي جيد ، أن ليانا أصله ليانا ، لأنه ليس في المصادر فعلان ، وإنما يجئ على فعلان وفعلان كثيرا ، كالوجدان والإتيان والعرفان ، فكأن أصله ليّان أو ليّان ، فاستثقلوا الكسرة والضمة مع الياء المشددة ، ففتحوا استثقالا. وقد ذكر أبو زيد في كتابه (عن بعض العرب) لويته ليانا بالكسر ، وهذا من أوضح الدلائل على ما ذكرنا.
" وقالوا : رحمته رحمة كالغلبة".
وجميع ما ذكره سيبويه إلى هذا الموضع في الأفعال الخمسة
وقال : " وأما كل عمل لم يتعد إلى منصوب فإنه يكون فعله على ما ذكرنا في الذي يتعدى ، ويكون الاسم فاعلا ، والمصدر يكون فعولا ، وذلك نحو :
قعد قعودا وهو قاعد ، وجلس جلوسا وهو جالس ، وسكت سكوتا وهو ساكت ، وثبت ثبوتا وهو ثابت ، وذهب ذهوبا وهو ذاهب. وقالوا : الذّهاب والثّبات ، فبنوه على فعال كما بنوه على فعول ، والفعول فيه أكثر. وقالوا : ركن يركن ركونا وهو راكن. وقالوا في بعض مصادر هذا ، فجاءوا به على فعل ، كما جاءوا ببعض مصادر الأول على فعول ، وذلك قولك : سكت يسكت سكتا ، وهدأ الليل يهدأ هدءا ، وعجز عجزا ، وحرد يحرد حردا وهو حارد ، وقولهم : فاعل يدلك على أنهم جعلوه من هذا الباب.
أراد سيبويه أنهم حملوا مصادر ما لا يتعدى على ما يتعدى في قولهم :
عجزا وسكتا ، والباب فيه الفعول ، كما حملوا ما يتعدى ، حيث قالوا : لزم لزوما ، وجحد جحودا والباب فيه لزما وجحدا ، على ما لا يتعدى ، وقوى حملهم ذلك على ما يتعدى أنهم قالوا : حارد ، وكأن القياس في مثله أن يقال : حرد حردا فهو حردان ، كما قالوا : غضب غضبا فهو غضبان ، فأخرجوه عن باب غضبان : تخفيف الحرد ، وبقولهم حارد ، ومعنى قول سيبويه : " فإنه يكون فعله على ما ذكرنا في الذي يتعدى" ، ويريد من باب فعل يفعل ، كقولنا : قعد يقعد ، وفعل يفعل ، كقولنا : جلس يجلس ، وفعل يفعل ، كقولنا :
حرد يحرد ، فهذه الأفعال لها نظائر فيما يتعدى ، ويجيء فيما لا يتعدى بناء ينفرد كقولنا : ظرف يظرف ، وكرم يكرم. وستقف على ذلك إن شاء الله.