أغفر لنا علمك فينا أي معلومك من ذنوبنا. وأما الدّعوى فقد تكون الشيء المدّعى مثل الحذيا ومثل السّقيا ، وقد تكون الكلام الذي هو دعاء ، وقوله : كثير صخبه فأدخلوا الهاء في صخبه لدعواها ، والدعوى مؤنث ؛ وذكّره لأنه أراد دعاءها. وقالوا : الكبرياء للكبر.
قال سيبويه : " وأما الفعيلى فتجيء على وجه آخر ، تقول : كان بينهم رمّيّا ، فليس يريد رميا ، ولكنه يريد ما كان بينهم من الترامي وكثرة الرّمي ، ولا يكون الرّمّيا واحدا ، وكذلك الحجّيزى. وأما الحثيثى فكثرة الحثّ ، كما أن الرّميّا كثرة الرّمي ، ولا يكون من واحد"
يعني ما ذكره من الرّميا والحثّيثى والحجّيزى ، وقد يكون من هذا الوزن ما يكون لواحد.
قالوا : الدّلّيلى يراد به كثرة العلم بالدّلالة والرسوخ فيها ، وقالوا :
القتّيتى" وهي النّميمة" والهجّيرى : كثرة القول والكلام".
وقال" أبو الحسن : الاهجيرى ، وهو كثرة كلامه بالغي يردده ، ويروى أن عمر بن الخطاب رضياللهعنه قال : لو لا الخلّيفى لأذّنت ، يعني الخلافة وشغلنه بحقوقها والقيام بها على مراعاة الأوقات التي يراعيها المؤذنون. وفعّيلى عند النحويين والذين حكوا عن العرب مقصور كله ، ولا يعرف فيه المدّ ، إلا ما حكي عن الكسائي أنه سمع خصيّصا قوما ، والأمر بينهم فيضوضاء ، بالمد والقصر ، والفيضوضاء الأمر المشترك بين القوم ، وأجاز قياسا على هذا في جميع الباب المد والقصر ، وخالفة الفراء في ذلك ، ولا نعلم واحدا قال ما قاله.
هذا باب ما تجيء فيه الفعلة تريد بها ضربا من الفعل
قال سيبويه : " وذلك قولك : هو حصن الطعمة ، ومثله قتلة سوء ، وبئست الميتة وإنما تريد الضرب الذي أصابه من القتل والذي هو عليه من الطّعم ، مثل الركبة والجلسة والقعدة ، وقد تجيء الفعلة لا يراد بها هذا المعنى ، وذلك نحو : الشدّة والشعرة والدرّة"
قال أبو سعيد : اعلم أن الفعلة قد تجيء على ضربين : أحدهما للحال التي عليها المصدر ، ولا يراد بها العدد ، كقولنا : فلان حسن الرّكبة والجلسة ، يراد بذلك أنه متى ركب كان ركوبه حسنا ، وإذا جلس كان جلوسه حسنا في أوقات ركوبه وجلوسه ، وأن ذلك عادته في الركوب والجلوس ، وحسن الطّعمة ، أي ذلك فيه موجود لا يفارقه ، والوجه