ومن يضم فهو بمنزلة منذ ، ومن يكسر فهو بمنزلة أولاء.
قال : وسألت الخليل عن شتان فقال فتحها كفتحة هيهات ، يعني أنها مبنية على الفتح كما بنيت هيهات على الفتح ، وقد احتج أصحابنا في ذلك بحجج.
منهم من قال : أن شتان وقع موقع الفعل الماضي ، فإذا قالوا شتان ما زيد وعمرو فكأنا قلنا افترقا وتباعدا ومعنى شتّ يشتّ شتّا أي تفرق وتباعد.
وقال بعضهم : " شتّان" مصدر على فعلان ، وقد خالف المصادر ؛ لأنه ليس في المصادر" فعلان" بتسكين العين وفتح الفاء.
وإنما يجيء في المصادر فعلان أو فعلان أو فعلان ، فلما خالف المصادر أشبه باب ، " فعال" ، وهو مصدر في موضع فعل على غير مصدر ذلك الفعل ، كقولنا نزال ، وحذار ودراك ، ومصدر هذه الأفعال : النزول والحذر والإدراك.
وقال بعضهم : اجتمع في" شتان" خروجه عن وزن المصادر وهو مصدر والتعريف ، والدليل على تعريفه أنه لا تدخله الألف واللام ، وزيادة الألف والنون في آخره ، وأنه ظرف ، فبني ، وكان حق النون أن تكون ساكنة ، وفتح اتباعا للألف والفتحة التي قبلها ، وقد مضي نحو هذا.
وقال المازني" شتان" و" سبحان" إذا نكرتهما صرفتهما اسمين كانا أو في موضعهما.
هذا باب الأحيان في الانصراف وغير الانصراف
قال سيبويه : " اعلم أن" غدوة" و" بكرة" جعلت كل واحدة منهما اسما للحين على جهة التعريف له ، ومذهب التلقيب والعلم ، كما جعلوا" أم حبين" اسما للدابة معرفة"
وكما فعل" أسامة" اسما للأسد ، والدليل على أنهم يذهبون بهما هذا المذهب أن الاسم الموضوع للنكرة هو" غداة" ، تقول : هذه غداة باردة ، ونحن في غداة طيبة ، ثم غيروا لفظ" غداة" إلى غدوة ؛ لأن يوضع للتعريف ، لتغيير اللفظ ، فيكون أول أحوال هذا اللفظ التعريف ، ثم يجوز أن ينكر بعد ذلك. والدليل على ذلك أنّا رأيناهم قد يضعون أسماء مشتقة موضوعة لمعارف لم تستعمل في شيء من النكرات ولا تعرف معانيها منكورة نحو : سعاد ، وزينب وغير ذلك. مما لا يحصر ، وإن كنا نعرف ما قد اشتقت