الدنيا؟
قيل له قد يسمى ضوء الشمس شمسا ، كقول القائل : لا تقعدوا في الشمس ، وإنما يريد ضوءها ، ويقول : شمس البصرة أحرّ من شمس الكوفة ، وجرم الشمس واحد وإنما تريد ضوءها.
هذا باب الشيئين اللذين ضم أحدهما إلى الآخر
فجعلا بمنزلة اسم واحد كعيضموذ (١) وعيسجور (٢)
قال سيبويه : " وذلك نحو حضر موت وبعلبك وكل ما كان من ذلك ، إذا سمي به رجل ، أو مكان ، فهو معرفة ، لا ينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة.
وقد ذكرنا أن كون اسمين اسما واحدا من العلل المانعة من الصرف ، ويجوز في ذلك إضافة الأول إلى الثاني ، فإذا أضفت أعربت الأول بوجوه الإعراب واعتبرت الثاني ، فإن كان مما لا ينصرف لم تصرفه وإن كان مما ينصرف صرفته.
فأما ما ينصرف فقولك : هذا حضر موت وبعلبك ، ورأيت حضر موت وبعلبك ، ومررت بحضر موت وبعلبك.
وأما ما يضاف إلى ما لا ينصرف ف" رامهرمز" (٣) ومارسرجس ، تقول ، إذا أضفت : هذا رام هرمز ، ومار سرجس ، ورأيت رام هرمز ومار سرجس ، ومررت برام هرمز ومار سرجس ، وإذا لم تضف فتحت الاسم الأول على كل حال ، ورفعت الثاني في حال الرفع ونصبته في النصب والجر بغير تنوين كسائر ما لا ينصرف.
تقول : هذا حضر موت ورامهرمز ومارسرجس ، ورأيت حضر موت ورامهرمز ومارسرجس ، ومررت بحضر موت ، ورامهرمز ومار سرجس.
ولو نادينا شيئا من هذا ، والأول غير مضاف لضممت آخره ، فقلت يا حضر موت ، ويا بعلبك ويا رامهرمز ويا مارسرجس.
__________________
(١) العجوز الكبيرة ، ومنه الناقة العيضموز ، اللسان (عضمز).
(٢) الناقة الصلبة ، اللسان (عسجر).
(٣) مدينة فارسية مشهورة.