فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهانَنِ* كَلَّا)(١) ليس الأمر على ما قاله ، لأنه قد يوسّع على من لا يكرمه من الكفرة ، وقد تضيق حال الأنبياء والصالحين للاستصلاح.
قال سيبويه : " وأنّى تكون في معنى كيف" ، ويقال معنى أنى أين وأين" أي" مكان.
قال سيبويه : " وإنما كتبنا من الثلاثة وما جاوزها غير المتمكّن الكثير الاستعمال من الأسماء وغيرها التي تكلم بها العامة ، لأنه أشدّ تفسيرا ، وكذلك الواضح عند كل واحد هو أشد تفسيرا ، لأنه توضح بها الأشياء فكأنه تفسير التفسير ، ألا ترى لو أن إنسانا قال : ما معنى أيان فقلت متى ، كنت قد أوضحت ، فإذا قال لك ما معنى في أي زمان ، فسألك عن الواضح شق عليك أن تجيء بما توضح به الواضح ، وإنما كتبنا من الثلاثة على نحو الحرف والحرفين وفيه الإشكال والنظر".
قال أبو سعيد : جملة كلام سيبويه أن من سئل عن الغامض فسره بالمفهوم من الألفاظ المعتادة ، فقرب على السائل فهم التفسير ، فإذا سئل عن الواضح المعتاد احتاج أن يتكلف لفظا ليس بمعتاد هو أغمض عند السائل من الذي سأل عنه ، فبعد عليه ، فلذلك صار تفسير الواضح أشد ، فاعرف ذلك إن شاء الله تعالى.
قال سيبويه : " وهي عشرة أحرف" الهمزة والألف والهاء والياء والنون والتاء والسين والميم والواو واللام ، ويجمعها قولك : " اليوم تنساه" فهذه حروف قد توجد زائدة وغير زائدة".
وأنا اذكر الطرق المؤدية إلى معرفة زيادتها في باب الأبنية وقد تكون الزيادة بغير هذه الحروف ، وذلك بأن يعاد بعض الاسم أو يشدد ، فالتشديد قولك : حرّك الراء المشددة في حرك تعدل راءين إحداهما زائدة لأن أصلها حركة فكذلك ابيض ، الضاد مشددة وهما ضادان ، والأصل ضاد واحدة لأنها من البياض ، وهي ضاد واحدة ، وأما المعاد فنحو قردد ودمكمك إحدى الدالين في قردد زائدة معادة ، والميم والكاف في دمكمك زائدتان معادتان ، وسنقف على ذلك بأتم من هذا الشرح إن شاء الله تعالى.
واعلم أن هذه الزوائد قد يكون لبعضها موضع تكثر زيادته فيه ، حتى يغلب عليه ويصير الحكم فيه انه متى ما ورد في ذلك الموضع حكم عليه بالزيادة ، وإن لم يعرف أصله حتى يرد دليل يدل على أنه غير زائد. ومنه ما تكون زيادته في موضع بعينه لا
__________________
(١) سورة الفجر ١٥ ، ١٦ ، ١٧.