وذكر زيادة اللام في ذلك وعبدل. فأما في ذلك فهو في معنى ذاك وذكر أبو العباس أنك إذا قلت ذلك فهو أبعد في الإشارة. وذكر الزجاج أن اللام عوض من الهاء التي للتنبيه ، وأنه يجوز أن يقال ها ذاك كما تقول هذا ، فإذا أدخلت اللام لم تقل ها ذاك. ونحو ذلك في الزيادة : تالك للمؤنث وأولالك للجمع كما قال :
وأنّ لتالك الغمى انقشاعا
وأما عبدل فذكر الأخفش أن معناه عبد الله ، فهذا يحتمل معنيين : أحدهما أن تكون اللام زائدة كما ذكر سيبويه ، والوجه الثاني أن تكون اللام التي في قولك : الله كأنك بنيت عبدلا من حروف عبد ومن بعض حروف قولنا الله :
كما قالوا في النسبة إلى عبد الدار عبدري وعبقسي في النسبة إلى عبد القيس.
" وأما الميم فتزاد أولا في مفعول ومفعال ومفعل ومفعل وأشباهه".
قال أبو سعيد : والميم تزاد أولا في أول مفعول من الفعل الثلاثي كمضروب ومحدور ومقتول ومخوف وما أشبه ذلك ، وفي مصدره كالمغرب والمطلع والمقبل والمذهب ، وفي اسم المكان والزمان كالمطلع والمحرز والمشتى والمصيف وقد تقدم شرح هذا. وتزاد في اسم الفاعل واسم المفعول الذي عدده أربعة أحرف أصلية كانت أو زائدة ، تقول : دحرج فهو مدحرج وقاتل فهو مقاتل ، والمفعول مقاتل. وكذلك إن كثرت حروف الفعل ، مصدره واسم المكان والزمان منه على لفظ المفعول ، وتزاد في الأسماء التي تستعمل.
ومفعل ، وتكون الميم في أولها مكسورة كالمكنسة والملعقة وما أشبه ذلك ، وفي مفعال أيضا كالمفتاح ، وفي مفعول كالمغفور والمغرود والمعلوق وما أشبه ذلك وفي أشياء في الأبنية إن شاء الله تعالى ، ولم يذكرها سيبويه غير أول في هذا الموضع ، وذكر في غيره أنها تزاد وسطا في دلامص ، فيكون وزنه فعامل وقد قيل فيه دمالص ، ووزنه فماعل على هذا ، وتزاد في آخر الاسم في زرقم ، ووزنه فعلم وهو الأزرق ، وستهم وهو العظيم الإست ، وغير ذلك.
هذا باب حروف البدل من غير أن تدغم حرفا في حرف وترفع
لسانك من موضع واحد
وحروف البدل أحد عشر حرفا ، منها ثمانية أحرف من حروف الزيادة وهي : الهمزة والألف والنون والهاء والياء والتاء والميم والواو فهذه من حروف الزيادة ، ومنها ثلاثة من غيرها وهي الطاء والدال والجيم ، وتجمع حروف البدل كلها في اللفظ أجد