ميميه نونا لكان خارجا على أمثلة ذوات الخمسة الأصلية فلم يحتج إلى أن يجعل أصله نونا لتلحقه بذوات الخمسة ، وإذا صغرت همرش على قول سيبويه قلت هميرش لأن إحدى الميمين عنده زائدة ؛ فهي أولى بالحذف ، وقد أجاز الأخفش تصغيره على هذا الوجه فإن قال قائل لم لم تبين النون في همرش على مذهب النون كما بينت في أنملة ، قيل له إنما أدغمت في همرش لزوال اللبس بينت في أنمله لو لم يبينوها في أنملة لقالوا أملة فالتبس بفعله مثل بقم وبابه ، وليس لهم مثال يلتبس به لو أدغم ألا ترى أنهم قالوا أنملة فبينوا ، وقالوا أمححي الكتاب فإذا أدغموا لزال اللبس ؛ إذ قد علم أنه على انفعل ، وليس له مثال يلتبس به في هذا الموضع ، ولم يقولوا انمحى ، ومعنى هموش عجوز مسنة ، وفي كتاب العين الرباعي من الهاء همرش جحمرش ، وهذا يدل على أن الخليل جعل الميم مضاعفة ولم يقدر نونا وقال :
إنّ الكلاب تحترش |
|
في بطن أم الهمّرش |
قبعثن الضخم من الإبل قد عمل يقال ما أعطاني قد عمله أي ما أعطاني شيئا ، ويقال للناقة الشديدة قذعملة ، وقذعميل القرطعب يقال ما في السماء قرطعب ولا قرطعبة أي سحاب ، وقال ثعلب قرطعب دابة شديدة جردحل ضخم شديد حقرقر قصير هردحل قصير عريض العقنقل الرمل المعوج.
هذا باب ما لحقته الزيادة من بنات الخمسة
كلام سيبويه في هذا الباب مفهوم ، وفيه أحرف من الغريب نفسرها ، فمن ذلك السلسبيل اللين الذي لا خشونة فيه ، والخندريس من أسماء الخمر والعندليب ، ويقال العندليب طائر صغير والعرب تقول وهو يصيد ما بين الكركي إلى العندليب دردبيس الداهية والدردبيس العجوز المسنة قال الراجز :
عجيز لطعاء دردربيس |
|
أحسن منها منظرا إبليس (١) |
والدردبيس خرزة تحبب المرأة إلى زوجها عندهم علطميس وفي كتاب سيبويه في موضع علطميس عرطبيس ، وفسره بعضهم الشابة وفيه نظر قذعميل في معنى قذعمل ، وقد مضى التفسير وخزعبيل الباطل من كلام ومزاح خنفبيل شديد بلعبيس الأعاجيب درخميل ودرخمين داهية والدرخمين الضخم من الإبل وغيرها قال الراجز :
__________________
(١) تاج العروس ١٦ / ٦٣ ، جمهرة اللغة ٢ / ٩١٦.