وقال سيبويه في آخر هذا الباب" وربما غيروا الحرف الذي ليس من حروفهم ولم يغيروه عن بنائه في الفارسية نحو فرند وبقم وآجر وجربز يعني غيروا لفظ الحرف فجعلوه فاء محضة أو ياء محضة ، وأصلها ليس كذلك ثم لم يجعلوه على شيء من أمثلتهم.
هذا باب اطراد الإبدال في الفارسية
اعلم أن العرب تبدل من كلام العجم ، وذلك في عشرة أحرف ؛ وهي الجيم والكاف والباء والفاء والقاف والسين والشين والعين واللام والزاي ، وهذه الحروف تنقسم قسمين أحدهما يطرد إبداله ، والآخر لا يطرد إبداله ؛ فأما ما يطرد فخمسة أحرف الجيم والكاف والباء والفاء والقاف ، وأما ما لا يطرد إبداله فخمسة أحرف السين والعين والشين واللام والزاي ، فأما الجيم والكاف فتبدلان من الحرف الذي بين الجيم والكاف فربما كان البدل من ذلك الجيم ، وربما كان الكاف ، فأما قولك جورب وجزبر والآجر ، وأما الكاف فقولك كربج وكوشج ، وربما أبدلوا من ذلك قافا كقولهم قربق وكيلقة ، ويبدلون الجيم من الهاء في آخر الكلمة كقولهم في الحق موزج وكوسج وفالوزج ، وإنما أبدلوا من الهاء جيما لأن ما كان آخره هاء في كلام الفرس إذا وقفوا جعلوه هاء وإذا وصلوا جعلوه ياء والياء من مخرج الجيم ؛ فجعلته العرب جيما من أجل الياء التي تنقلب إليه في الوصل ألا ترى أنهم يبدلون من الياء جيما في الوقف في قولهم علج وبرنج في موضع علي وبرني ، وربما قلبوا الجيم قافا فقالوا فالوذق وفالوزج وكربج وكربق.
قال الشاعر :
ما شربت بعد طويّ القربق |
|
من قطرة غير النّجاء الأدفق (١) |
وأما الباء والفاء فيبدلان من الحروف الياء والقاف فربما جعلوه باء ، وربما جعلوه فاء ؛ فأما ما جعل فاء فقولهم فندق وفرند ، وأما الباء فقولهم برند بالباء ، وأما السين فيبدلونها من السين كقولهم ابريسم ، وأصله بالشين في كلام العجم ، وكذلك إسماعيل اسماول وربما أبدلت الشين من السين لاجتماعهما في الهمس والانسلال ومثله سراويل وأصله شروال والعين في إسماعيل بدل من الواو في اسماول ، وإنما أبدلوا العين من هذه الواو لأن هذه الواو في لغتهم بين الهمزة والواو فكأنها بدل من الهمزة لقربها منها ، وأما ما أبدل
__________________
(١) كتاب سيبويه ٤ / ٣٠٦ ، لسان العرب ١٠ / ٣٢٠.