للأفعى ، وكان هذا القائل إنما يثبت الزيادة فيما دل عليه الاشتقاق دون ما يحمل على النظير الذي تكثر زيادته ، ويلزمه أيضا أن يقول إن الألف في سرداح غير زائدة ، وأنها بمنزلة الحاء في جردحل ، وإن الألف في كنابيل بمنزلة العين من قذعميل والألف في اللهابة بمنزلة الميم من هدملة ، وهذا لا يقوله أحد لكثرة تبين مثلها زائد فيما دل الاشتقاق عليه ، ولأنا إذا اعتبرنا جمعه وتصغيره لنا عليه أما سرداح فإنهم يجمعونها سراديح وسرادح ، وهذا الجمع يدل على أن الألف زائدة لأنها لو كانت أصلية لكان يجب أن تسقط الحاء لأن ذوات الخمسة إذا جمعت سقط الحرف الأخير منها ، وسرداح يدل على زيادة الألف لسقوطها في الجمع ، وأما كنابل فأنا نجمعه كنابيل فتصير ألف كنابيل ألف جمع مثل ألف دنانير وصناديق ؛ وهي زائدة للجمع فلو كانت ألف كنابيل أصلية لم تسقط ، وأما اللهابة فأنا نجمعها لهائب مثل رسالة ورسائل فلو كانت أصلية لم تجعل همزة ، ولكانت تجعل واوا أو ياء كقولنا مقامة ومقاوم ومعيشة ومعايش بياء محضة غير مهموزة وقوله : " ألا ترى أنهم لا يصرفون حبنطى إذا سموا به" يعني : أن الألف لو كانت أصلية لا تصرف كما ينصرف معلى ومعنى ؛ لأن الألف فيهما من نفس الاسم وليست بزائدة.
ثم قال سيبويه بعد هذا كلاما وهو : " أن قلت حبنطى ألفه أصلية لأنه لا اشتقاق له لزمك أن تقول ألف سرداح أصلية لأنه لا اشتقاق له ، وقد مضى الكلام في هذا ، ثم ذكرأ أحرفا كثيرة فيها ألفات زوائد بالاشتقاق ليجعلها دلائل على زيادة الألف فيما لا اشتقاق له ، وأما قطوطى فبينّه أنها على فعوعل ، لأنك تقول قطوان فتشتق ما تذهب فيه الواو والطاء وتثبت ما الألف بدل منه ، وكذلك أنا ولي لأنك تقول لويت وإنما هي أفعوعلت وكذلك تجوجى ، وإن لم يشتق منه لأنه ليس في الكلام فعولى وفيه فعوعل" يعني : أنهم لما قالوا قطوان في معنى قطوطي ، وكانت النون والألف زائدتين علم أن الأصل قطو فإذا قيل قطوطى فقد أعيدت عين الفعل ، وهي الطاء واحتمل أن تكون الواو الأولى هي الأصل ، واحتمل أن تكون الواو الأولى زائدة والواو الأصلية قد صارت الألف النافي الطرف ، فإذا جعلنا الواو في قطوطى هي الأصل صار وزنه فعلعلى ، وليس له نظير في الكلام ، وإذا صيرناها زائدة وصيرنا الأصلية هي الأخيرة المنقلبة ألفا صار وزنها على فعوعل مثل عثونل ؛ فهذا الوجه أولى لأن له نظيرا في الكلام ، وأما شجوجى فكذلك فعوعل الواو الأولى زائدة والألف منقلبة من حرف أصلي ، وذلك لأنا لو جعلنا الواو