البيان ، وذلك قولهم : هؤلاء وهاهنا ، ولا يقولانه في أفعى وأعمى ونحوهما من الأسماء المتمكنة كراهية أن تلتبس بهاء الإضافة ، ومع هذا أن هذه الألفات حروف إعراب ، ألا ترى أن لو كان في موضعها غير الألف دخله الرفع والنصب والجر كما يدخل راء أحمر ، ولو كان في موضع ألف هؤلاء حرف متحرك سواها كانت لها حركة واحدة كحركة أنا وهو ، فلما كان كذلك أجروا الألف مجرى ما يتحرك في موضعهما.
يعني أن ما كان في آخره ألف إن كان مبنيا جاز أن تدخله الهاء في الوقف وذلك نحو : هذا وهاتا ونحوهما ، ، تقول : هذاه وهاتاه وهاهناه وما أشبه ذلك ، وإن كان الألف معربا في التقدير ، وهو أن يكون نظيره من غير الألف معربا لم يوقف عليه بالهاء ، لا تقول هذا أفعاه ولا هذا أعماه ، لأنه على أفعل ، ونظيره أحمر وأصفر وهو معرب فلا تدخله الهاء كما لا تدخل المعربات ، ومع ذلك أنهم لو أدخلوا الهاء لالتبس بالإضافة فيصير بمنزلة قولنا : عصاه ورحاه إذا أضفنا.
قال : " واعلم أنهم لا يتبعون الهاء ساكنا سوى هذا الحرف الممدود ، لأنه خفي فأرادوا البيان كما أرادوا أن يحركوا".
قال أبو سعيد : يعني أن الهاء تدخل فيما كان آخره ألفا فقط دون ما كان آخره ياء أو واوا لأن الألف أخفى وهو إلى البيان أحوج ، فلا يقولون جاءتني هدية ، ولا في شيء غير ذلك من المبنيات على السكون نحو : من وكم.
قال : " وقد يلحقون في الوقف هذه الهاء الألف التي في النداء ، والألف والياء والواو في الندبة لأنه موضع تصويت وتبيين ، فأرادوا أن يمدوا فألزمزها الهاء في الوقف لذلك ، وتركوها في الوصل ، لأنه لا يستغنى عنها كما يستغنى عنها في المتحرك في الوصل ، لأنه يجيء ما يقوم مقامها ، وذلك قولك : يا غلاماه ووا غلاماه ووا زيداه ووا غلامهوه ووا ذهاب غلامهيه".
قال أبو سعيد : هذا كلام سيبويه واحتجاجه ، ويجوز أن يحتج في ذلك بدخول الهاء على الواو والياء الساكنتين في الندبة أنهما بدل من الألف ، وإنما دخلنا للفرق بين ملتبسين ، وقد ذكر ذلك في الندبة.
هذا باب الوقف في أواخر الكلم المتحركة في الوصل
" أما كل اسم منون فإنه يلحقه في حال النصب في الوقف الألف كراهية أن يكون التنوين بمنزلة النون اللازمة للحرف منه أو زائدة فيه لم تجئ علامة للمنصرف ،