زنة جعفر وكعسب كما لم يمنع ذلك في جلبب إذ كانت اللامان قد تكرهان كما يكره التضعيف ، وليس فيه زيادة إذا لم يكن له مثال في الأربعة على ما ذكرت لك فكم كان يوافق في هذا أما أحد حرفيه غير زائد ، ويقوي هذا ألندد لأن الدالين من نفس الحرف إحداهما موضع العين والأخرى موضع اللام ، وأما فعول فردود وليس فيه اعتلال ، ولا تشديد لأنك قد فصلت بينهما".
قال أبو سعيد ـ رحمهالله ـ معناه إن قال قائل : إن ألحقت ودود بجعفر بالواو دون غيرها فلم تدغم الدال ؛ فأجاب بأن التضعيف ، وإن كان بالواو فعلينا أن نأتي بحركات الملحق على منهاج الملحق به والتضعيف يعني إظهار الدالين ليس يمنع من ذلك كما لم يمنع في جلببت إظهار الباءين حين ألحقناه بكعسب ومعنى إذ كانت اللامان تكرهان كما يكره التضعيف ، وليس فيه زيادة ، يريد أن استثقال التضعيف ، وهو إظهار الحرفين من جنس واحد في اللامين واحد هما زائدة في قولك احمر وأشهب ولم يقل احمرر وأشهبب لكراهة إظهارهما أصليتين في قولنا رد وعض ولم تقل ردد وعضض فلما استويا الزائد والأصلي في الإدغام استويا في الإظهار ، فلم يكن فرق يوجب أن يكون ردودد والدالان أصليتان بمنزلة جلبب وإحدى الباءين زائدة وقوي ردود الندد إذ كانت الدالان أصليتين فاعرف ذلك إن شاء الله.
هذا باب ما جاء شاذا من المعتل على الأصل
وذلك نحو ضيون وقولهم : قد علمت ذاك بنات الببة ، وحيوة وتهلل ويوم أيوم للشديد ؛ فأبنية كلام العرب صحيحها ومعتلها وما قيس من معتلها ، ولم يجئ إلا نظيره من غيره على ما ذكرت لك أما ضيون فكان حقه أن يقال ضين ؛ لأن الياء والواو إذا اجتمعتا والأول منهما ساكن قلبته الواو وياء ، وأدغمت الياء في الياء كقولك طويت طيا وأصله طويا وكقولك في تصغير صعوة صعية ، وأصله صعيوة ومعنى الضيون السنور.
ويجوز عندي أن تكون العرب قالت : ضيون ؛ لأنه لا يعرف له اشتقاق ولا فعل يتصرف ؛ فلو قالوا : ضين لم يعرف أهو من الياء أم الواو.
وقد علمت ذاك بنات الببة. معناه بنات أعقله ، وهو من اللب ، ومعناه قد علم ذاك العقلاء منهم ، وكان حقه أ ، يقال ألبه كما يقال أجله وأشد لأن أفعل تدغم عينه في لامه إذا كانا من جنس واحد.
وقال قوم : ألببه وهو جمع لب وبنات الألبب هي القلوب ومواضع العقول ، وأما