خروج الصوت باتصاله بغير مواضعها وانسلاله على غير الشرط في الحرف الرخو.
وقد ابتدأ سيبويه في ذكر هذه الحروف فقال : فأما العين فبين الرخو والشديدة تصل إلى الترديد فيها لشببها الحاء ؛ كأن صوتها ينسل عند الوقف إلى الحاء فليس لصوتها الانحصار التام ، ولا جرى الرخو فجعله بينهما.
قال : ومنها المنحرف ، وهو حرف شديد جرى فيه الصوت الانحراف المشبان مع الصوت ، ولم يعترض على الصوت كاعتراض الحروف الشددية ، وهو اللام إن شئت مددت فيها الصوت ، وليست كالرخوة لأن طرف لا يتجافى عن موضعه ، وليس يخرج الصوت من موضع اللام ، ولكنه من ناحيتي مستدق اللسان فوثق ذلك وأنت إذا تأملت الذي قاله سيبويه وجدته كما قال ، ولو سددت جانبي موضع اللام لانحصر الصوت ولم يجز ألبتة.
قال سيبويه : ومنها حرف شديد يجري معه الصوت ؛ لأن ذلك الصوت غنة من الأنف وإنما تجري من أنفك واللسان لازم لموضع الحرف لأنك لو أمسكت بأنفك لم يجر معه الصوت ، وهو النون والميم والذي قاله بين إذا تأملته ، وكذلك الراء في ابتداء النطق به ينحصر الصوت في مكانه ولا يجري فإذا كررته انحرف إلى اللام فتجافي لجري الصوت.
قال : ومنها اللينة وهي الباء والواو ، ولأن مخرجهما يتسع لهواء الصوت أشد من اتساع غيرهما كقولك وأي والواو وإن شئت أجريت الصوت ومددت ومنها الهاوي وهو حرف لين اتسع لهواء الصوت مخرجه استد من اتساع مخرج الياء والواو لأنك قد تضم شفتيك في الواو وترفع في الياء لسانك قبل الحنك وهي الألف وهذه الثلاثة أخفى الحروف لاتساع مخارجهن وأخفاهن وأوسعن مخرجا الألف.
ونسخة أبي بكر مبرمان ثم الياء والواو ، وقال أبو سعيد ـ رحمهالله ـ : هذه الثلاثة الأحرف وهي الواو والياء والألف لاتساع مخارجها ، وأن الحركات منها ولا يمد في الغناء وسائر الألحان حرف سواهن كل واحدة منهن لها صوت في غير موضع مخرجها من الفم فصارت مشبهة للرخوة بالصوت الذي يجري عند الوقف عليها وهو تشبه الشديد للزومها مواضعها وليس الصوت فيها مثله في الحروف الرخوة ؛ لأن الرخوة إنما صوتها الجاري عند الوقف من موضعها.
قال أبو الحسن الأخفش : سألت سيبويه عن الفصل بين المهموس والمجهور ؛ فقال المهموس إذا خففته ثم كررته أمكنك ذلك فيه وأما المجهور فلا يمكنك ذلك فيه ثم كرر