ولم يذكر سيبويه إدغامهن في الجيم ويدغمن في حروف الصفير وهي الصاد والسين والزاي كقولك : اخلط صاعك وحط سالما وارسته زيدا أو سائر الحروف كذلك ولا تدغم في الطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء ما أدغمت فيه ولا يدغم فيهن ، ومن غيرهن إلا اللام لا يدغم فيهن الشين والجيم والصاد والسين فيهن من غيرهن اللام فقط.
وأما الصاد والسين والزاي فإن كل واحدة منهن تدغم في الباقيتين ولا تدغم في شيء سواهما ويدغم فيهن أيضا من غيرهن سبعة أحرف وهي الطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء واللام والراء واللام والنون.
أما الراء ؛ فلا تدغم في شيء وتدغم فيها اللام فتدغم في مثلها ، وفي ثلاثة عشر حرفا سواها وهي التاء والثاء والدال والذال والراء والزاي والسين والشين والصاد والضاد والطاء والظاء والنون.
ولا يدغم فيها غير النون وإدغام الراء فيها قبيح.
وقد روي عن بعض القراء وسأذكره في باب أفرده في إدغام القراء إن شاء الله ، وأما النون فتدغم في مثلها أحرف سواها وهي الواو والباء والراء والميم ويجمعها ويرمل ولا يدغم فيها شييء غير اللام.
وأما الفاء فلا تدغم في شيء ، وتدغم فيها الباء.
وقد ذكر عن الكسائي إدغامها في الباء في قوله تعالى : (إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ) [سبأ : ٩] وسأذكره في بابه إن شاء الله.
والباء والميم والواو فأما الباء فتدغم في الفاء والميم ولا يدغم فيها شيء ولا تدغم الميم في شيء وتدغم فيها النون والباء و [ ] (١) في مثلها وتدغم.
قولنا : طويت طيا وأصله طويا وتدغم فيها النون ، وقد ذكرنا ذلك في الحروف الخمسة التي تدغم فيها النون.
قال أبو سعيد ـ رحمهالله ـ بدأ سيبويه بما لا يدغم في مثله فقال : وذلك الحرف الهمزة ، وقد تقدم الكلام في الهمزتين إذا التقتا أنه يلزم تخفيف إحداهما ويجوز تخفيفهما جميعا.
وذكر أن ابن أبي إسحاق خففهما وهي لغة رديئة ، ويجوز في هذه اللغة إدغام إحداهما في الأخرى ، وإذا كانت الهمزة لا تدغم فيها الهمزة فإدغام غيرها فيها أبعد ، وكذلك الهمزة لا تدغم في غير الهمزة ؛ لأنها إذا كانت لا تدغم في مثلها فإدغامها في غيرها أبعد.
__________________
(١) كشط بالأصل.