وللمحتج عن سيبويه أن يقول : إن الصاد والسين والزاي من حروف الصفير ، ولهن قوة في باب الإدغام حتى يدغم فيهن غيرهن ولا يدغمن في غيرهن ؛ فمن أجل ذلك ألحقهن في إدغام اللام فيهن بما قرب.
قال : وهي مع الصاد والشين أضعف ؛ لأن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان ، والشين من وسطه ، ولكنه يجوز الإدغام فيها لما ذكرت لك من اتصال مخرجها وأنشد قول :
طريف بن تميم :
يقول إذا استهلكت مالا للذة |
|
فكيهة هل شيء بكفيك لائق |
يريد هل شيء. وقرأ أبو عمرو : وهثوب الكفار.
قال : فأما التاء ؛ فعلى ما ذكرت لك وكذلك أخواتها يعني ما ذكره من قوة إدغام التاء وأخواتها ، وهي تلين الراء في قوة إدغام اللام.
قال : وقرئ بتؤثرون الحياة الدنيا [الأعلى : ١٦] بالإدغام ، ثم ذكر إدغام اللام في النون.
قال : وهي أقبح من هذه الحروف وأتبع ذلك بكلام مفهوم إلى آخر الباب.
هذا باب الإدغام في حروف طرف اللسان والثنايا
حروف طرف اللسان اثنا عشر حرفا : الراء واللام ، والنون والطاء والتاء والدال والصاد والزاي والسين والذال والظاء والثاء.
فأما الراء منها ؛ فلا تدغم في شيء لما فيها من التكرير.
وقد روي إدغامها في اللام وسأذكره في إدغام القراءات إن شاء الله.
وأما اللام والنون ؛ فقد ذكر إدغامهما. والإدغام فيهما بما يغني عن إعادته ، وأما الطاء والتاء والدال والظاء والثاء والذال ؛ فكل واحدة من هذه الحروف الستة تدغم في عشرة أحرف منها الخمسة الباقية معها ، وحروف الصفير كلها ، وهي الصاد والزاي والسين ، وفي الضاد والشين.
وحروف الصفير لا تدغم في غيرها ، ويدغم بعضها في بعض ، وقد رتب سيبويه إدغام بعض ذلك في بعض ما يستحسن منه ، ويقوي ما يضعف ، وأنا أسوق كلامه وأفسر ما يحتاج إلى تفسير إن شاء الله.
قال : الطاء مع الدال كقولك : اضبط دّلما لأنهما من موضع واحد ، وهي مثلها في الشدة إلا أنك تدع الإطباق على حاله فلا تذهبه ؛ لأن الدال ليس فيها إطباق والمطبق