مخرج الزاي وليست بمطبقة فيبقى فيها الإطباق والبيان فيها أحسن ؛ لأن المضارعة في الصاد أكثر من البدل ، وأعرب والبيان أكثر فيها أيضا ، وفي نسخة أبي بكر أكثر من البدل وأعرف يريد أن السين إذا كان بعدها الدال وهي ساكنة لا يجوز أن تبدل منها زاي خالصة كما تبدل الصاد الزاي الخالصة ، وإنما يضارع بالسين الزاي كما يضارع بالصاد الزاي.
وإنما جاز أن يبدل من الصاد الزاي ، ولا يبدل من السين ؛ لأن الدال أشد نبوة عن الصاد منها عن السين ؛ لأن الدال والسين ليستا بمطبقتين فهما مشتركتان في عدم الإطباق فيهما ؛ فلم يبلغ من نبوة الدال من السين وبعدها منه ما أوجب قلبها زايا خالصة فاقتصروا على المضارعة فقط وأيضا فإن المضارعة في الصاد أكبر ومن البدل وأعرب والبيان في السين والصاد جميعا أكثر.
قال : فأما الحرف الذي ليس من موضعه فالشين لأنها استطالت حتى خالطت أعلى الثنيتين وهي في الهمس والرخاوة كالصاد والسين ، وإذا أجريت فيهما الصوت وجدت ذلك بين طرف اللسان ، وأعلى الثنيتين وذلك قولك : اشدق فتضارع بها الزاي والبيان أعرب وأكثر وهذا عربي كثير.
والجيم أيضا قد قربت من الزاي فجعلت بمنزلة الشين ، وذلك قولهم في الأجدر أشدر ، وإنما حملهم على ذلك أنها من موضع حرف قد قرب من الزاي كما قلبوا حرف تقلب فيه النون ميما وذلك الحرف الميم وقد قربها منها في افتعلوا حين قالوا : اجدمعوا واجدروا يريدون اجتمعوا واحتوروا ليكون العمل من وجه واحد ، ولا يجوز أن يجعلها يعني الجيم زايا خالصة ولا الشين لأنها ليست من مخرجها.
قال أبو سعيد : أما الشين فهو الحرف الذي ذكره في الباب حيث قال : والحرف الذي يضارع به ذلك الحرف والمجرور الشين والمرفوع الزاي وليس من موضعه يعني به والشين الذي يضارع به الزاي وليس الزاي من موضع الشين ، والسبب الذي من أجله جاز أن يضارع بالشين الزاي إذا كانت ساكنة وبعدها دال أن الشين استطالت حتى خالطت أعلى الثنيتين.
وإذا أجريت فيها الصوت يخرج من انفراج أعلى الثنيتين وذلك نحو موضع السين والصاد والشين في الهمس والرخاوة كالصاد والسين فهذه المشابهة أجروها مجرى الصاد والسين في المضارعة بها الزاي ثم تبعتها الجيم وحملت عليها ، وإن لم يكن في الجيم من مشابهة الصاد والسين ، ولا في مقاربة مخرج الصوت مثل ما بين الشين وبين الصاد والسين من أجل أن الجيم من مخرج السين فعمل بها ما عمل بالشين كما قلبوا النون ميما مع الباء