والياء في القطري صلة وهي زائدة ، لأن الأصل القطر ، ويجوز أن تقول سوافي المور والقطر بتسكين الراء ، وفي هذه القصيدة :
ولأنت أشجع حين تتجه ال |
|
أبطال من ليت أبي أجري |
ولأنت تفري ما خلقت وبعض |
|
القوم يخلق ثمّ لا يفري |
والياء في يفري أصلية وهي لام الفعل ، لأنك تقول : فرى يفري ، فلما اجتمع الأصلي والزائد في قصيدة واحدة أجريا في الحذف مجرى واحدا ، وكذلك الواو وهو نحو قول زهير.
صحا القلب عن سلمى وقد كاد لا يسلو |
|
وأقفر من سلمى التعانيق فالثقلو |
فالواو في الثقل زائدة وقد يجوز أن يوقف على اللام فيقال فالثّقل وتحذف الواو ، ثم قال :
وقد كنت من سلمى سنين ثمانيا |
|
على صير لأمر ما يمرّ وما يحلو |
فالواو في يحلو أصلية وهي لام الفعل ، لأنها من حلا يحلو وهي وصل جرت مجرى الواو في الثقلو ، فلما جاز حذف الواو في الثقلو جاز حذف الواو في يحلو ، لأنها من قصيدة واحدة فيقال : ما يمرّ وما يحل.
قال : " وأما يخشى ويرضى ونحوهما فإنه لا يحذف منهنّ الألف لأن هذه الألف لما كانت تثبت في الكلام جعلت بمنزلة ألف النصب التي تكون في الألف بدلا من التنوين ، فكما تثبت تلك الألف في القوافي فلا تحذف كذلك لا تحذف هذه الألف ، فلو كانت تحذف في الكلام ولا تمدّ إلّا في القوافي لحذفت ألف يخّش كما حذفت ياء يقضي حيث شبّهتها بالياء التي في الأيامي ، وإذا ثبتت التي بمنزلة التنوين في القوافي التي هي لام أسوأ حالا منها ، ألا ترى أنه لا يجوز لك أن تقول :
لم يعلم لنا الناس مصرع
فتحذف الألف لأن هذا لا يكون في الكلام فهو في القوافي أيضا لا يكون فإنما فعلوا ذلك بيقضي ويغزو لأن بناءهما لا يخرج نظيرهما ، إلّا في القوافي وإن شئت حذفته ، وإنما ألحقتا بما لا يخرج في الكلام وألحقت تلك بما يثبت على كل حال ، ألا ترى أنك تقول :