وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ). الآية (١) والمستفاد منها بناء على كون الغاية غاية للمجموع تحريم الجماع بعد التبين ، ويضم اليه عدم القائل بالفصل حتى يتم الاستدلال على الإفساد المقتضي للقضاء والكفارة. كذا قالوا في تقرير الاستدلال بالآية.
أقول : من ما يدل على كون الغاية في الآية للجميع ما رواه الثقة الجليل على ابن إبراهيم في التفسير (٢) قال : حدثني أبي رفعه قال : قال الصادق عليهالسلام كان النكاح والأكل محرمين في شهر رمضان بالليل بعد النوم بمعنى كل من صلى العشاء ونام ولم يفطر ثم انتبه حرم عليه الإفطار وكان النكاح حراما بالليل والنهار في شهر رمضان ، وكان رجل من أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله يقال له خوات بن جبير أخو عبد الله ابن جبير وكان شيخا كبيرا ضعيفا وكان صائما ، فأبطأت عليه أهله بالطعام فنام قبل أن يفطر فلما انتبه قال لأهله قد حرم على الأكل في هذه الليلة ، فلما أصبح حضر حفر الخندق فأغمي عليه فرآه رسول الله صلىاللهعليهوآله فرق له ، وكان قوم من الشبان ينكحون بالليل سرا في شهر رمضان ، فانزل الله (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ). وساق الآية في التفسير الى قوله (ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ) (٣) قال فأحل الله تبارك وتعالى النكاح بالليل في شهر رمضان والأكل بعد النوم الى طلوع الفجر بقوله تعالى (حَتّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) (٤).
وروى السيد المرتضى (رضياللهعنه) في رسالة المحكم والمتشابه عن تفسير النعماني بسنده عن أمير المؤمنين عليهالسلام نحوه (٥).
أقول : قد دلت الآية بمعونة تفسيرها بالخبرين المذكورين على التحريم.
واما وجوب القضاء والكفارة فيرجع فيه الى الاخبار ، ويدل عليه من الأخبار صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج (٦) قال : «سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن
__________________
(١ و ٣ و ٤) سورة البقرة الآية ١٨٤.
(٢ و ٥) الوسائل الباب ٤٣ من ما يمسك عنه الصائم.
(٦) الوسائل الباب ٤ من ما يمسك عنه الصائم.