بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه أجمعين محمد وآله الطاهرين
كتاب الصوم
وهنا فوائد ينبغي التنبيه عليها قبل الشروع في المقصود الأولى ـ الصوم لغة الإمساك ، قال في القاموس : صام صوما وصياما واصطام : أمسك عن الطعام والشراب والكلام والنكاح والسير. وقال في المصباح المنير : قيل هو مطلق الإمساك في اللغة ثم استعمل في الشرع في إمساك مخصوص ، وقال أبو عبيدة كل ممسك عن طعام أو كلام أو سير فهو صائم ، قال خيل صيام وخيل غير صائمة ـ تحت العجاج واخرى تعلك اللجما. أى قيام بلا اعتلاف. انتهى. وقال ابن دريد : كل شيء سكنت حركته فقد صام يصوم صوما. وفي الآية الشريفة حكاية عن مريم عليهاالسلام «إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً» (١) أى صمتا. وكلماتهم متفقة على انه حقيقة في الإمساك وان كان عن كل شيء بنسبته ، واما في الشرع فإنه عبارة عن إمساك مخصوص يأتي بيانه.
الثانية ـ قال العلامة في المنتهى : ان الصوم ينقسم الى واجب وندب ومكروه ومحظور ، فالواجب ستة : صوم شهر رمضان والكفارات ودم
__________________
(١) سورة مريم الآية ٢٨.