والمفهوم من الأخبار ان هذه المراتب في أفعاله (عزوجل) مطلقا وانه لا يكون فعل إلا بها وربما زيد عليها أيضا :
ففي الكافي (١) عن على بن إبراهيم الهاشمي قال : «سمعت أبا الحسن موسى ابن جعفر عليهالسلام يقول : لا يكون شيء إلا ما شاء الله وأراد وقدر وقضى. قلت ما معنى شاء؟ قال ابتداء الفعل. قلت ما معنى أراد؟ قال الثبوت عليه. قلت ما معنى قدر؟ قال تقدير الشيء من طوله وعرضه. قلت ما معنى قضى؟ قال إذا قضى أمضاه فذلك الذي لا مرد له».
ولتحقيق القول في ذلك محل آخر.
وروى الشيخ والصدوق عن الحسن بن على بن فضال (٢) قال : «كتبت الى أبى الحسن الرضا عليهالسلام اسأله عن قوم عندنا يصلون ولا يصومون شهر رمضان وربما احتجت إليهم يحصدون لي فإذا دعوتهم الى الحصاد لم يجيبوني حتى أطعمهم وهم يجدون من يطعمهم فيذهبون اليه ويدعوني وأنا أضيق من إطعامهم في شهر رمضان؟ فكتب عليهالسلام بخطه أعرفه : أطعمهم».
وروى في الكافي عن عمر بن يزيد (٣) قال : «قلت لأبي عبد الله عليهالسلام ان المغيرية يزعمون ان هذا اليوم لهذا الليلة المستقبلة؟ فقال كذبوا هذا اليوم لليلة الماضية ، ان أهل بطن نخلة حيث رأوا الهلال قالوا قد دخل الشهر الحرام».
أقول : بطن نخلة موضع بين مكة والطائف ، والمغيرية اتباع المغيرة بن سعيد العجلي وقد تكاثرت الاخبار بذمة وانه كان من الكاذبين على ابى جعفر عليهالسلام (٤)
__________________
(١) الأصول ج ١ ص ١٥٠ باب المشيئة والإرادة ، وقوله : «قلت ما معنى أراد؟ قال الثبوت عليه» ليس فيه وانما هو في الوافي ج ١ ص ١١٤ باب أسباب الفعل من أبواب معرفة مخلوقاته وأفعاله من كتاب العقل والعلم والتوحيد.
(٢) الوسائل الباب ٣٦ من أحكام شهر رمضان.
(٣) الوسائل الباب ٨ من أحكام شهر رمضان.
(٤) ارجع الى الاستدراكات.