فعليه القضاء فان الله تعالى يقول (فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيّامٍ أُخَرَ) (١) فهذا تفسير الصيام». انتهى.
أقول : وسيأتي تحقيق القول في كل من هذه الأشياء المعدودة هنا في محله ان شاء الله تعالى.
قال المحدث الكاشاني في كتاب الوافي بعد نقل حديث الزهري : بيان ـ محمد ابن مسلم بن شهاب الزهري راوي هذا الحديث وان كان خصيصا بعلي بن الحسين (عليهماالسلام) وكان له ميل ومحبة إلا انه لما كان من العامة وفقهائهم أجمل عليهالسلام معه في الكلام ولم يذكر له صيام السنة ولا صيام الترغيب لعدم اشتهار خصوصهما بين العامة ، وما زعمته العامة من صيام الترغيب والسنة سماه عليهالسلام بالذي فيه الخيار لصاحبه تنبيها له على عدم الترغيب فيه فان أكثره من ما ترك صيامه أولى ولصيام بعضه شرائط كما يأتي في الأخبار إنشاء الله تعالى (٢) قوله عليهالسلام : «أن ينفرد الرجل بصيامه» اضافة الى الفاعل وانفراده به عبارة عن افراده عن سائر أيام شعبان بالصيام فإنه مظنة لاعتقاده وجوبه وكونه من شهر رمضان ، أو المراد انفراده من بين جمهور الناس بصيامه من شهر رمضان مع عدم ثبوت كونه منه ، يدل على هذا حديث الزهري الآتي في باب صيام يوم الشك في هذا المعنى فإنه نص فيه وهو بعينه هذا الحديث إلا انه أورده بابين من هذا ، ويأتي تمام تحقيق هذا المقام في ذلك الباب مع معنى قوله عليهالسلام : «وأمرنا به أن نصومه مع صيام شعبان» ان شاء الله تعالى. انتهى.
أقول : والظاهر ان الرضا عليهالسلام جرى على ذلك في الكتاب المذكور تقية.
الثالثة ـ لا ريب ان الصوم من أفضل الطاعات وأشرف العبادات إذا وقع على الوجه المأمور به ، ولو لم يكن فيه إلا الارتقاء من حضيض حظوظ النفس
__________________
لا يجوز الفطر للصحيح الذي يظن بالصوم حصول المرض. إلا ان هذا يرجع الى اعتبار المرض بالفعل.
(١) سورة البقرة الآية ١٨١.
(٢) ارجع الى الاستدراكات في آخر الكتاب.