بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
مقدمة الطبعة الثانية لكتاب شواهد التنزيل
وبعد فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : رحم الله امرءا عمل عملا فأتقنه.
ولقد كنّا قبل سنة (١٤٠٥) بخمسة عشر عاما ظفرنا بنسخة خطية من كتاب شواهد التنزيل والبال ضيق والحال مضطربة والفكر متشتت وذلك لأجل ثوران العفالقة وعمال الملاحدة لتشريد المؤمنين من أرضهم وديارهم وتفريق الصالحين عن أهلهم وأقاربهم ونهب أموالهم وضياعهم.
ومع هذه الاضطرابات المتنوعة وتشويش الحواس لما رأينا هذا الأثر الثمين الذي لم يقدّره المسلمون في خلال تسعة قرون أقدمنا على استنساخه وتحقيقه بأمل أن يمنّ الله علينا على طبعه ونشره بين المجتمع قبل أن يأتي عليه حوادث الدهر وتفنيه وتزيله عن ساحة الوجود كما أفنى وأزاح عن ساحة الوجود آلافا من أشكاله وما هو على سياقه ومنهاجه.
فحققناه على تلك البلبلة والقلقلة إلى أن منّ الله تعالى علينا بنشره في سنة (١٣٩٣) الهجرية وبعد مضي فترة يسيرة من نشره قد نفد نسخ الكتاب في الأسواق لكثرة الرغبة إلى اقتنائه وتحصيل نسخة منه لتفردّه في بابه ومضمونه ومحتوياته ، ولكن لاشتغالي بأعمال كثيرة من الواجبات الكفائية ما اهتممت بإعادة النظر فيه وطبعه ثانيا إلى أن اطلعت في سنة (١٣٩٧) عند ما زرت آية الله المرعشي أطال الله أيام بركاته في مدينة قم المقدسة على أنّه دام ظله الوارف اقتنى نسخة يمنية من هذا الكتاب فطلبنا من سماحته بأن يخولنا مصورة من الكتاب فجاد لنا بذلك ـ كما هو سجيته الكريمة حول التراث والكتب المخطوطة ـ ولكن بقيت تلك المصورة عندنا حدود سنتين بلا مقابلة إلى أن حصل لنا نشاط جديد حول تحقيق الكتاب وطبعه ثانيا فبمعونة ابني الشيخ محمد كاظم المحمودي قابلنا المخطوطة مع المطبوعة فرأينا أنّ المخطوطة اليمنية في أكثر محتوياتها أصحّ من المخطوطة الكرمانية التي كانت أصلا للطبعة الأولى ، وأيضا قل ما وجدنا في المخطوطة اليمنية حذفا أو بياضا ، ومع ذلك في مواضع قليلة وجدنا بالقرائن المتصلة أو المنفصلة أن المخطوطة الكرمانية أصحّ