لها أي مسوِّغ مقبول. وليس الخارزنجي هو الوحيد بين اللغويين في التجاسر على مقام الخليل المقدَّس ، فقد روى لنا حاجي خليفة أسماء عدة ممن استدركوا على الخليل أو صححوا بعض أخطاء كتابه (٦٩) ، كما روى لنا قول ابن جني في كتاب العين بأنَّ «فيه من التخليط والخلل والفساد مالا يجوز أنْ يُحْمَل على أصغر اتباع الخليل فضلاً عن نفسه» (٧٠) ، خصوصاً وأن الخليل قد أورد في كتابه مجموعة كبيرة من المفردات ولم يكتفِ بما نسبه إِليه الدكتور مهدي المخزومي من أنه «كان يريد أنْ يخطِّط لكتاب يستوعب تخطيطُه جميعَ المستعمل من كلام العرب ، لا يشذ منه شيء» (٧١). وَجَمْعُ المفردات ـ كما لا يخفى ـ عَمَلٌ قابل للاستدراك والإِضافة قطعاً ، وهذا هو الذي فعله الخارزنجي وغيره من المستدركين.
وإِذا كان ذنب الخارزنجي عظيماً لأنه «توهَّم» أن الخليل قد «أهمل من كلام العرب ما وُجد في لغاتهم مستعملاً» فإِن الأزهري قد توهَّم مثل ذلك حين استدرك على الخليل ما أهمله ك «العين مع الهاء والعين مع الخاء في المضاعف» (٧٢) و «العين مع الكاف» (٧٣) في الثلاثي ، و «العين والهاء مع الجيم» (٧٤) و «العين والهاء مع الدال» (٧٥) و «العين والهاء مع الميم» (٧٦) وكثير غيره سنشير إليه في هوامش الكتاب وننص فيه على وروده في المعجمات عامّةً وفي كتاب التهذيب بالخصوص.
__________________
(٦٩) كشف الظنون : ٢ / ١٤٤١ ـ ١٤٤٤.
(٧٠) المصدر السابق : ٢ / ١٤٤٢.
(٧١) عبقري من البصرة : ٦٥.
(٧٢) التهذيب : ١ / ٥٥.
(٧٣) المصدر نفسه : ١ / ١٢٨.
(٧٤) المصدر السابق : ١ / ١٢٨.
(٧٥) المصدر نفسه أيضاً : ١ / ١٣٨.
(٧٦) المصدر السابق : ١ / ١٤٩.