فلا تفوتك الثانية.
ويؤيد الأخبار المذكورة : ما ورد من كراهة استقلال قليل الرزق ، (١) وانه يؤدى الى حرمان الكثير.
روى في الكافي عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : من طلب قليل الرزق كان ذلك داعية الى اجتلاب كثير من الرزق (٢).
وعن الحسن بن بسام الجمال ، قال : كنت عند إسحاق بن عمار الصيرفي ، فجاءه رجل يطلب غلة بدينار ، وقد كان أغلق باب الحانوت وختم الكيس ، فأعطاه غلة بدينار ، فقلت : ويحك يا إسحاق ، ربما حملت لك من السفينة ألف ألف درهم! فقال : ترى كان بي هذا ، لكني سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : من استقل قليل الرزق حرم كثيره ، ثم التفت الى ، فقال : يا إسحاق لا تستقل قليل الرزق فتحرم كثيره (٣).
«ومنها» استحباب المبادرة إلى الصلاة وترك ما بيده من التجارة والاشتغال بها.
ويدل عليه : ما رواه في الكافي عن الحسين بن يسار ، عن رجل رفعه ، في قول الله تعالى «رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ» قال : هم التجار الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله تعالى ، إذا دخل مواقيت الصلاة ، أدوا الى الله تعالى حقه منها (٤).
وعن أسباط بن سالم قال : دخلت على ابى عبد الله عليهالسلام وساق الخبر عنه عليهالسلام الى ان قال : يقول الله عزوجل «رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ» يقول
__________________
(١) الوسائل ج ١٢ ص ٣٣٨ باب : ٥٠ أبواب آداب التجارة. والاستقلال : عد الشيء قليلا.
(٢) المصدر حديث : ١.
(٣) المصدر حديث : ٢.
(٤) الكافي ج ٥ ص ١٥٤ حديث ٢١.