وادٍ من أودية جهنّم ، وفيه قَتَلَة أبي ؛ الحسين عليهالسلام ، استودعهم ، فيه تجري من تحتهم مياه جَهنّم من الغِسلين والصَّديد والحَميم وما يخرج من جبّ الجوّي (١) وما يخرج من الفَلق من آثام (٢) وما يخرج من الخَبال (٣) وما يخرج من جَهنّم ومايخرج من لَظى (٤) ومن الحُطَمَة ، وما يخرج من سَقَر وما يخرج من الحميم ، وما يخرج من الهاوية ، وما يخرج من السّعير ، وما مَرَرت بهذا الجبل في سفري فوقفت به إلاّ رأيتهما يستغيثان إلي وإني لأنظر إلى قَتَلَة أبي ، وأقول لهما (٥) : إنّما هؤلاء فعلوا ما أسّستما لم ترحمونا إذ ولّيتم وقتلتمونا وحرمتمونا ووثبتم على قتلنا (٦) واستبددتم بالأمر دوننا ، فلا رَحِمَ الله مَن يرحمكما ، ذوقا وبال ما قدّمتما ، وما الله بظلاّم للعبيد ، وأشدّهما تضرُّعاً واستكانة الثّاني ، فربّما وقفت عليهما ليتسلّى عنّي بعض ما في قلبي ، وربّما طويت الجبل الّذي هما فيه وهو جبل الكمد ، قال : قلت له : جُعِلتُ فِداك فإذا طويت الجبل فما تسمع؟ قال : أسمع أصواتهما يناديان : عرّج علينا نكلّمك فإنّا نتوب ، وأسمع من الجبل صارخاً يصرخ بي : أجبهما وقل لهما : اخسؤوا فيها ولا تكلّمون! قال : قلت له : جُعِلتُ فِداك ومن معهم؟ قال : كلّ فرعون عَتا على الله وحكى الله عنه فِعاله ، وكلُّ من علّم العباد الكفر ، فقلت : مَن هُم؟ قال : نحو « بولس » الّذي علّم اليهود أنَّ يد الله مغلولَة ، ونحو
__________________
١ ـ أي المتغيّر المنتن. وفي بعض النّسخ : « جبّ الحوى » ،
وقال العلاّمة المجلسيّ رحمه الله : لعلّه تصحيف « جبّ الحزن » لما روي أنّ النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم قال : « تعوّذوا بالله من جبّ الحزن » وهو اسم جبّ في جهنّم.
٢ ـ وفي رواية شيخنا المفيد رحمه الله : « وما يخرج من آثام » وهو جزاء الإثم وعقوبته ، كما في قوله تعالى : « ومن يفعل ذلك يلق أثماً ». والمراد ما يخرج من المجرمين في عقوبتهم من القيح والدَّم. ( العلاّمة الأمينيّ ـ ره ـ )
٣ ـ هي سديد أهل النّار. وفي البحار : « وما يخرج من طينة الخبال ».
٤ ـ لَظى اسمٌ من أسماء النّار ، ولاينصرف للعلمية والتأنيث. ( النهاية ).
٥ ـ قيل : المراد بهما قابيل وعاقر ناقة صالح.
٦ ـ في بعض النّسخ : « على حقّنا ».