يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة؟ قال : والله من أصحاب على ولكن وعزتك وجلالك لأزينن لهم المعاصي حتى أبغضهم إليك ، قال : فقال ابو عبد الله عليهالسلام : والذي بعث بالحق محمدا للعفاريت والابالسة على المؤمن أكثر من الزنابير على اللحم ، والمؤمن أشد من الجبل ، والجبل تدنوا اليه بالفأس فتنحت (١) منه والمؤمن لا يستقل عن دينه.
٣٠٣ ـ عن عبد الرحمن بن سالم في قول الله : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) قال : نزلت في على بن ابى طالب عليهالسلام ، ونحن نرجو أن تجري لمن أحب الله من عباده. قال عز من قائل : (وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ)
٣٠٤ ـ في كتاب التوحيد حدثنا محمد بن القاسم الجرجاني المفسر رحمهالله قال : حدثنا ابو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد وأبو الحسن على بن محمد بن سيار وكانا من الشيعة الامامية عن أبويهما عن الحسن بن على بن محمد عليهمالسلام في قول الله عزوجل : (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فقال : الله هو الذي يتأله اليه عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجا من كل من دونه ، وتقطع الأسباب عن جميع من سواه ، تقول بسم الله اى أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة الا له المغيث إذا استغيث ، المجيب إذا دعا ، وهو ما قال رجل للصادق عليهالسلام : يا بن رسول الله دلني على الله ما هو؟ فقد كثر عليّ المجادلون وحيروني؟ فقال له : يا عبد الله هل ركبت سفينة قط؟ قال : نعم قال : فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك ولا سباحة تعينك؟ قال : نعم ، قال : فهل تعلق قلبك هنا لك ان شيئا من الأشياء قادر على ان يخلصك من ورطتك؟ قال : نعم ، قال الصادق عليهالسلام : فذلك الشيء هو الله القادر على الإنجاء حيث لا منجى ، وعلى الاغاثة حيث لا مغيث ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٣٠٥ ـ في تفسير على بن إبراهيم وفي رواية ابى الجارود عن ابى جعفر عليهالسلام في قوله : (قاصِفاً مِنَ الرِّيحِ) قال : هي العاصف.
__________________
(١) وفي بعض النسخ «تواليه بالفأس» وفأس ـ كفلس ـ : آلة ذات هراوة قصيرة يقطع بها الخشب وغيره وبالفارسية «تبر» ونحت الجبل : حفره.