خيلا فلم يجده فأطلق عن الرجل الذي كتم عليه ، ثم ان القوم عملوا بالمعاصي فأهلكهم الله عزوجل وجعل مدينتهم عاليها سافلها وابتدرت الجارية التي كتمت عليه أمره والرجل الذي كتم عليه كل واحد منهما ناحية من المدينة فلما أصبحا التقيا فأخبر كل واحد منهما صاحبه بخبره ، فقالا : ما نجونا الا بذلك ، فآمنا برب الخضر عليهالسلام وحسن إيمانهما ، وتزوج بها الرجل ووقعا الى مملكة ملك آخر ، ودخلت المرأة الى بيت الملك وكانت تزين بنت الملك ، فبينما هي تمشطها يوما إذ سقط من يدها المشط ، فقالت : لا حول ولا قوة الا بالله ، فقالت لها بنت الملك : ما هذه الكلمة؟ فقالت لها : ان لي إلها تجري الأمور كلها بحوله وقوته ، فقالت لها بنت الملك : ألك اله غير أبي؟
قالت : نعم وهو إلهك واله أبيك. فدخلت بنت الملك الى أبيها فأخبرت أباها بما سمعت من هذه المرئة ، فدعاها الملك فسألها عن خبرها فأخبرته ، فقال لها : من على دينك؟ قالت : زوجي وولدي فدعاهما الملك فأمرهما بالرجوع عن التوحيد فأبوا عن ذلك ، فدعا بمرجل (١) من ماء فاسخنه وألقاهم فيه ، فأدخلهم بيتا وهدم عليهم البيت ، فقال جبرئيل عليهالسلام لرسول الله صلىاللهعليهوآله : فهذه الرائحة التي شممتها من ذلك البيت.
١٩٩ ـ في قرب الاسناد للحميري باسناده الى موسى بن جعفر عليهالسلام حديث طويل يذكر فيه آيات النبي صلىاللهعليهوآله وفيه : ومن ذلك ان نفرا من اليهود أتوه فقالوا لأبي الحسن جدي : استأذن لنا على ابن عمك نسأله ، قال : فدخل على فأعلمه ، فقال النبي صلىاللهعليهوآله : وما يريدون منى؟ فانى عبد من عبيد الله لا أعلم الا ما علمني ربي ، ثم قال : ائذن لهم فدخلوا ، فقال : اسئلونى عما جئتم له أم أنبئكم؟ قالوا : نبئنا ، قال : جئتم تسئلونى عن ذي القرنين؟ قالوا : نعم ، قال كان غلاما من أهل الروم ، ثم ملك وأتى مطلع الشمس ومغربها ، ثم بنى السد فيها ، قالوا : نشهد ان هذا كذا وكذا.
__________________
(١) المرجل : القدر من الحجارة والنحاس.