فقوله : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) قال أبو عبد الله عليهالسلام : بذلك وصف نفسه وكذلك هو مستول على العرش ، باين من خلقه من غير أن يكون العرش حاملا له ، ولا أن يكون العرش حاويا له ، ولا أن يكون العرش ممتازا له ، ولكنا نقول : هو حامل العرش وممسك العرش ، ونقول من ذلك ما قال : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ) فثبتنا من العرش والكرسي ما ثبته ، ونفينا أن يكون العرش أو الكرسي حاويا وأن يكون عزوجل محتاجا الى مكان أو الى شيء مما خلق ، بل خلقه محتاجون اليه.
١٣ ـ وفيه خطبة عجيبة لأمير المؤمنين عليهالسلام وفيها : والمستوى على العرش بلا زوال.
١٤ ـ وفيه عن النبي صلىاللهعليهوآله حديث طويل يذكر فيه عظمة الله جل جلاله يقول فيه صلىاللهعليهوآله بعد ان ذكر الأرضين السبع ، ثم السموات السبع ، والبحر المكفوف ، وجبال البرد ، وحجب النور والهواء الذي تحار فيه القلوب : وهذه السبع والبحر المكفوف ، وجبال البرد والهواء والحجب والكرسي عند العرش كحلقة في فلاة قي (١) ثم تلا هذه الاية : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) ما تحمله الاملاك الا بقول لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله ، في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن صفوان عن خلف بن حماد عن الحسين بن زيد الهاشم عن أبي عبد الله عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآله مثله الى قوله : استوى.
١٥ ـ في كتاب التوحيد باسناده الى محمد بن مازن ان أبا عبد الله عليهالسلام سئل عن قول الله عزوجل : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) «فقال استوى من كل شيء فليس شيء أقرب اليه من شيء. وفي تفسير على بن إبراهيم مثله.
١٦ ـ أبي رحمهالله قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسن عن صفوان ابن يحيى عن عبد الرحمن بن الحجاج قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله عزوجل : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) فقال : استوى من كل شيء. فليس شيء أقرب اليه
__________________
(١) القى ـ بكسر القاف ـ : قفر الأرض والخلاء.