٣١ ـ في تفسير على بن إبراهيم وقوله عزوجل : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) قال : نحن وبنو امية ، نحن قلنا : صدق الله ورسوله ، وقالت بنو امية : كذب الله ورسوله فالذين كفروا يعنى بنى امية قطعت لهم ثياب من النار الى قوله تعالى حديد وقال : تشوية النار فتسترخى شفته حتى تبلغ سرته ، وتتقلص شفته العليا حتى تبلغ وسط رأسه (وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ) قال : الاعمدة التي يضربون بها.
٣٢ ـ وقوله عزوجل : (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها) ضربا بتلك الاعمدة (وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ) فانه حدثني أبي عن محمد بن أبي عمير عن أبى بصير عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قلت له : يا ابن رسول الله خوفني فان قلبي قد قسى ، فقال : يا با محمد استعد للحيوة الطويلة فان جبرئيل جاء الى رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو قاطب (١) وقد كان قبل ذلك يجيء متبسما ، فقال رسول الله : يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا فقال : يا محمد قد وضعت منافخ النار ، فقال : وما منافخ النار يا جبرئيل؟ فقال : يا محمد ان الله عزوجل أمر بالنار فنفخ عليها ألف عام حتى ابيضت ، ثم نفخ عليها ألف عام حتى احمرت ، ثم نفخ عليها ألف عام حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة لو أن قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها ، ولو ان حلقة واحدة من السلسلة التي طولها سبعون ذراعا وضعت على الدنيا لذابت الدنيا من حرها ، ولو ان سربالا من سرابيل أهل النار علق بين السماء والأرض لمات أهل الأرض من ريحه ووهجه (٢) قال : فبكى رسول الله صلىاللهعليهوآله وبكى جبرئيل فبعث الله إليهما ملكا فقال لهما : ان ربكما يقرئكما السلام ويقول : قد امنتكما ان تذنبا ذنبا أعذبكما عليه ، فقال أبو عبد الله عليهالسلام : فما رأى رسول الله صلىاللهعليهوآله متبسما بعد ذلك ثم قال : ان أهل النار يعظمون النار ، وان أهل الجنة يعظمون الجنة والنعيم ، وان جهنم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما ، فاذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد ، وأعيدوا في دركها ، هذه حالهم وهو قول الله عزوجل : (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها وَذُوقُوا عَذابَ الْحَرِيقِ)
__________________
(١) قطب : زوي ما بين عينيه وعبس.
(٢) الوهج ـ متحركة ـ : حر النار.