لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن ، فمن مات وهو يحبنا كان حقا على الله ان يبعثه معنا ، نحن نور لمن تبعنا وهدى لمن اهتدى بنا ، ومن لم يكن منا فليس من الإسلام في شيء ، بنا فتح الله الدين وبنا يختمه ، وبنا أطعمكم الله عشب الأرض (١) وبنا انزل الله قطر السماء ، وبنا آمنكم الله عزوجل من الغرق في بحركم ، ومن الخسف في بركم ، وبنا نفعكم الله في حيوتكم وفي قبوركم وفي محشركم وعند الصراط وعند الميزان وعند دخولكم الجنان ، مثلنا في كتاب الله عزوجل «كمثل مشكاة» المشكوة في القنديل فنحن المشكوة (فِيها مِصْباحٌ) المصباح محمد صلىاللهعليهوآله (الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ) من عنصره (الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ) لا دعية ولا منكرة (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ) القرآن (نُورٌ عَلى نُورٍ) امام بعد امام (يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) فالنور على صلوات الله عليه ، يهدى لولايتنا من أحب وحق على الله أن يبعث ولينا مشرقا وجهه ، منيرا برهانه ، ظاهرة عند الله حجته ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٨١ ـ حدثنا محمد بن همام قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك قال : حدثنا القاسم بن الربيع عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن منخل عن جابر عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله عزوجل : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) قال : هي بيوت الأنبياء وبيت على منها.
١٨٢ ـ في كتاب المناقب لابن شهر آشوب أبو حمزة الثمالي في خبر لما كانت السنة التي حج فيها أبو جعفر محمد بن على ولقيه هشام بن عبد الملك أقبل الناس يتساءلون عليه فقال عكرمة : من هذا؟ عليه سيماء زهرة العلم لأخزينه ، فلما مثل بين يديه ارتعدت فرائصه وأسقط في أيدى أبي جعفر عليهالسلام ، وقال : يا بن رسول الله
__________________
(١) العشب ـ بالضم ـ : الكلاء الرطب في أول الربيع ، ولا يقال له حشيش حتى يهيج ويدخل فيه أحرار البقول وذكورها.