وفيها يقول :
فمَنْ يَكُ سائلاً عنّى فإنَّى |
|
وحَذْفَةَ كالشَجَا تحت الوَرِيدِ |
وحَذَّفَهُ تَحْذِيفاً ، أى هيّأَه وصنَعه. قال الشاعر يصف فرسا (١).
لها جَبْهَةٌ كسَرَاةِ المِجَ |
|
نِ حَذَّفَهُ الصانعُ المُقْتَدِرْ |
والحْذَفُ بالتحريك : غنمٌ سودٌ صغارٌ من غنم الحجاز ، الواحدة حَذَفَةٌ. وفى الحديث : «كأنّها بَناتُ حَذَفٍ».
حرف
حَرْفُ كل شئ : طَرَفُهُ وشَفِيرُهُ وحَدُّهُ (٢).
ومنه حَرْفُ الجبل ، وهو أعلاه المُحَدَّدُ.
والحَرْفُ : واحد حُرُوفِ التهجّى.
وقوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) قالوا : على وَجهٍ واحد ، وهو أن يعبده على السَرَّاء دون الضرّاء.
والحَرْفُ : الناقةُ الضامرة الصُلبةُ ، شُبِّهتْ بحَرْفِ الجبل. قال الشاعر (٣) :
جُمَالِيَّةٌ حَرْفٌ سِنَادٌ يَشُلُّهَا |
|
وَظِيفٌ أَزَجُّ الخَطْوِ ظمآنٌ (٤) سَهْوَقُ |
وكان الأصمعىّ يقول : الحَرْفُ : الناقةُ المهزولة.
وقد أَحْرَفْتُ ناقتى ، إذا هزلتُها. وغيره يقوله بالثاء.
قال أبو زيد : أَحْرَفَ الرجُل فهو مُحْرِفٌ ، إذا نما مَالُهُ وصَلُحَ ، يقال : جاء فلان بالحِلْقِ والْإحْرَافِ ، إذا جاء بالمال الكثير.
ورجلٌ مُحَارَفٌ ، بفتح الراء ، أى محدودٌ محرومٌ ، وهو خلاف قولك مُبَارَكٌ. قال الراجز :
مُحَارَفٌ بالشَاءِ والأَبَاعِرِ |
|
مُبَارَكٌ بِالقَلَعِىِّ الباتِرِ |
وقد حُورِفَ كَسْبُ فلانٍ ، إذا شُدِّدَ عليه فى معاشه ، كأنّه مِيلَ برزقه عنه. وفى حديث ابن مسعود رضى الله عنه : «موتُ المؤمن عَرَقُ الجبين (٥) تَبقى عليه البقيّة من الذنوب فيُحَارَفُ بها عند الموت» أى يُشَدَّدُ عليه لتُمَحَّصَ عنه ذنوبُه.
والحُرْفُ بالضم : حَبُّ الرَشاد ، ومنه قيل شئٌ حِرِّيفٌ بالتشديد ، للذى يُلْذَعُ اللسانُ بحَرَافَتهِ. وكذلك بصلٌ حِرِّيفٌ ولا تقل حَرِّيفٌ.
والْحُرْفُ أيضاً : الاسمُ من قولك رجلٌ مُحَارَفٌ ، أى منقوصُ الحظّ لا ينمو له مالٌ.
__________________
(١) امرؤ القيس.
(٢) قال فى القاموس : والجمع كعِنَبٍ ، ولا نظير له سوى طَلٍّ وطِلَلٍ.
(٣) ذو الرمة.
(٤) فى اللسان : «رَيَّانُ سَهْوَقُ».
(٥) فى اللسان : «بعرق الجبين».