عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس ان جبرئيل عليهالسلام قال لرسول الله صلىاللهعليهوآله : يا محمد لو رأيتنى وفرعون يدعو بكلمة الإخلاص : (آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وانا أدسه في الماء والطين لشدة غضبى عليه مخافة أن يتوب فيتوب الله عزوجل عليه؟ قال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : وما كان شدة غضبك عليه يا جبرئيل؟ قال : لقوله: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى) وهي كلمته الاخرة منهما ، وانا قالها حين انتهى الى البحر وكلمته (ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي) فكان بين الاولى والاخرة أربعون سنة.
٧٣ ـ في تفسير على بن إبراهيم واما قوله عزوجل : (وَقالَ فِرْعَوْنُ يا أَيُّهَا الْمَلَأُ ما عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يا هامانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحاً لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلى إِلهِ مُوسى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكاذِبِينَ) فبنى هامان له في الهواء صرحا حتى بلغ مكانا في الهواء ، لا يتمكن الإنسان أن يقيم عليه من الرياح القائمة في الهواء ، فقال لفرعون : لا نقدر أن نزيد على هذا فبعث الله عزوجل رياحا فرمت به فاتخذ فرعون وهامان منذ ذلك التابوت وعمدا الى أربعة أنسر ، فأخذا أفراخها وربياها حتى إذا بلغت القوة وكبرت ، عمدوا الى جوانب التابوت الاربعة فغرسا في كل جانب منه خشبة ، وجعلا على رأس كل خشبة لحما وجوعا الأنسر وشد ارجلها بأصل الخشبة ، فنظر الأنسر الى اللحم فأهوت اليه وصفقت بأجنحتها وارتفعت بهما في الهواء وأقبلت تطير يومها ، فقال فرعون لهامان : انظر الى السماء هل بلغناها؟ فنظر هامان فقال : أرى السماء كما كنت أراها من الأرض في البعد ، فقال : انظر الى الأرض فقال : لا أرى الأرض ولكن أرى البحار والماء ، فلم يزل النسر ترتفع حتى غابت الشمس وغابت عنهم البحار والماء فقال فرعون : يا هامان انظر الى السماء فنظر الى السماء فقال : أراها كما كنت أراها من الأرض ، فلما جنهم الليل نظر هامان الى السماء فقال فرعون : هل بلغناها؟ قال : أرى الكواكب كما كنت أراها من الأرض ولست أرى من الأرض الا الظلمة : قال : ثم حالت الرياح القائمة في الهواء فاقلبت التابوت بهما ، فلم يزل يهوى بهما حتى وقع على الأرض وكان فرعون أشد ما كان عتوا في ذلك الوقت.