اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ) لآيات للعالمين وهم العلماء فليس يسمع شيئا من الأمر ينطق به الا عرفه : ناج أو هالك ، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٢٦ ـ وباسناده الى ابى جعفر عليهالسلام قال : كفي لاولى الألباب بخلق الرب المسخر وملك الرب القاهر ، الى قوله : وما انطلق به ألسن العباد وما أرسل به الرسل وما انزل على العباد دليلا على الرب.
٢٧ ـ في توحيد المفضل بن عمر المنقول عن ابى عبد الله الصادق عليهالسلام في الرد على الدهرية : تأمل يا مفضل ما أنعم الله تقدست أسماؤه به على الإنسان من هذا النطق الذي يعبر به عما في ضميره وما يخطر بقلبه ونتيجة فكره ، به يفهم غيره ما في نفسه (١) ولولا ذلك كان بمنزلة البهائم المهملة التي لا تخبر عن نفسها بشيء ، ولا تفهم عن مخبر شيئا ، وكذلك الكتابة التي بها تفيد اخبار الماضين للباقين ، واخبار الباقين للآتين ، وبها تجلد الكتب في العلوم والآداب وغيرها ، وبها يحفظ الإنسان ذكر ما يجرى بينه وبين غيره من المعاملات والحساب ، ولولاها لا نقطع اخبار بعض الازمنة عن بعض ، واخبار الغائبين عن أوطانهم ، ودرست العلوم وضاعت الآداب ، وعظم ما يدخل على الناس من الخلل في أمورهم ومعاملاتهم ، وما يحتاجون الى النظر فيه من امر دينهم وما روى لهم مما لا يسعهم جهله ، ولعلك تظن انها مما يخلص اليه بالحيلة والفطنة ، وليست مما أعطيه الإنسان من خلقه وطباعه ، وكذلك الكلام انما هو شيء يصطلح عليه الناس فيجري بينهم ، ولهذا صار يختلف في الأمم المختلفة بألسن مختلفة وكذلك الكتابة ككتابة العربي والسرياني والعبراني والرومي وغيرها من ساير الكتابة التي هي متفرقة في الأمم انما اصطلحوا عليها كما اصطلحوا على الكلام ، فيقال لمن ادعى ذلك ان الإنسان وان كان له في الأمرين جميعا فعل أو حيلة
__________________
(١) وفي نسخة البحار : «وبه يفهم عن غيره ما في نفسه».