الضرير قال : حدثني موسى بن جعفر عليهالسلام قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أليس كان أمير المؤمنين عليهالسلام كاتب الوصية ورسول الله صلىاللهعليهوآله المملي عليه وجبرئيل والملائكة المقربون شهود قال : فأطرق طويلا ثم قال : يا أبا الحسن قد كان ما قلت ولكن حين نزل برسول الله صلىاللهعليهوآله الأمر نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا نزل به جبرئيل مع أمناء الله تبارك وتعالى من الملائكة ، فقلت لأبي الحسن : بأبى أنت وأمي الا تذكر ما كان [في الوصية] فقال : سنن الله وسنن رسوله ، فقلت : أكان في الوصية توثبهم (١) وخلافهم على أمير المؤمنين عليهالسلام؟ فقال : نعم والله شيئا شيئا وحرفا حرفا أما سمعت قول الله عزوجل : (إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٢٤ ـ الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن على بن أبى حمزة عن أبى بصير عن أبي جعفر عليهالسلام قال : سمعته يقول : اتقوا المحقرات من الذنوب فان لها طالبا يقول أحدكم أذنب واستغفر ان الله عزوجل يقول : (نَكْتُبُ) (٢) (ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) وقال عزوجل : (إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ).
٢٥ ـ ابو على الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن ابن فضال والحجال جميعا عن ثعلبة عن زياد قال ابو عبد الله عليهالسلام : ان رسول الله صلىاللهعليهوآله نزل بأرض قرعاء (٣) فقال لأصحابه : ائتوا بحطب فقالوا : يا رسول الله نحن بأرض قرعاء ما بها من حطب ، قال : فليأت كل إنسان بما قدر عليه ، فجاؤا به حتى رموا بين يديه بعضه على بعض ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : هكذا تجمع الذنوب ، ثم قال : إياكم والمحقرات من الذنوب فان لكل شيء طالبا ، الا وأن طالبها يكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في امام مبين.
__________________
(١) التوثب : الاستيلاء على الشيء ظلما.
(٢) كذا في النسخ والمصدر وفي المصحف الشريف «ونكتب ما قدموا ... اه».
(٣) ارض قرعاء : لانبات فيها.