٣٢ ـ في مجمع البيان (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ) الآية روى ان قريشا لما سمعت هذه الآية ، قالت : ما نعرف هذه الشجرة ، قال ابن الزبعرى : الزقوم بكلام البربر التمر والزبد ، وفي رواية بلغة اليمن ، فقال أبو جهل لجاريته : يا جارية زقمينا (١) فاتته الجارية بتمر وزبد ، فقال لأصحابه : تزقموا بهذا الذي يخوفكم به محمد فيزعم أن النار تنبت الشجر ، والنار تحرق الشجر ، فأنزل الله سبحانه (إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ).
٣٣ ـ وقد روى ان الله تعالى يجوعهم حتى ينسوا عذاب النار من شدة الجوع فيصرخون الى مالك فيحملهم الى تلك الشجرة وفيهم أبو جهل فيأكلون منها فتغلى بطونهم كغلى الحميم ، فيستسقون فيسقون شربة من الماء الحار الذي بلغ نهايته في الحرارة ، فاذا قربوها من وجوههم شوت وجوههم ، فذلك قوله : «يشوى الوجوه» فاذا وصل الى بطونهم صهر ما في بطونهم (٢) كما قال سبحانه : (يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ) وذلك طعامهم وشرابهم.
٣٤ ـ وفيه عند قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) وروى أيضا عن أبى عبد الله عليهالسلام أنه قال هو الطعن في الحق والاستهزاء به ، وما كان أبو جهل وأصحابه يجيئون به إذ قال يا معشر قريش : الا أطعمكم من الزقوم الذي يخوفكم به صاحبكم ثم أرسل الى زبد وتمر ، فقال : هذا هو الزقوم الذي يخوفكم به.
٣٥ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد وسهل بن زياد وعلى بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن على بن رئاب عن ضريس الكناسي ، قال قال أبو جعفر عليهالسلام : ان لله تعالى نارا في المشرق خلقها ليسكنها أرواح الكفار ويأكلون من زقومها ويشربون من حميمها ليلهم فاذا طلع الفجر هاجت الى واد باليمن يقال له برهوت أشد حرا من نيران الدنيا ، كان فيه (فيهما خ ل) يتلاقون ويتعارفون ، فاذا كان المساء عادوا الى النار فهم كذلك الى يوم القيامة.
__________________
(١) اى أطعمينا الزقوم.
(٢) صهر الشيء : أذابه.